وكان شجاعًا جوادًا؛ بعثَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عِدَّةٍ من السَّرايا، وكان يُثني عليه ويقول: "هو من بيت الجود" (?).
وكان قيس من أمراء عليٍّ - عليه السلام -؛ لم يزل محافظًا على مودَّته مجاهدًا بين يديه إلى أن صالحَ الحسنُ - رضي الله عنه - معاوية.
قال عروة: كان قيس بنُ سعد مع عليٍّ - عليه السلام - في مقدمته، ومعه خمسةُ آلاف قد حلقُوا رؤوسَهم بعد ما ماتَ عليّ، فلما دخلَ الحسنُ - رضي الله عنه - في بيعة معاوية، أَبَى قيس أن يدخلَ معه، وقال لأصحابه: إنْ شئتُم (?) جالدْتُ بكم أبدًا حتى يموت الأعجل، وإن شئتُم أخذتُ لكم أمانًا. فقالوا: خُذْ لنا أمانًا. فأخَذَ لهم أمانًا أنَّ لهم كذا وكذا، ولا يُعاقَبُون بشيء، وأنا رجل منهم. وأبي أنْ يأخذَ لنفسه خاصةً شيئًا. فلما ارْتَحلُوا نحو المدينة ومعه أصحابه؛ جعل ينحرُ لهم كلَّ يوم جَزُورًا حتى بلغوا صِرَار (?).
وقال أبو نُعيم: قيس بن سعد خادمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصاحبُه، وصاحبُ لوائه.
وقال أنس بن مالك: خدمَ قيسٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، وشهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجود لَمَّا نحرَ الجزائر في السَّريَّة التي كان فيها.
وقال موسى بن عقبة: كان قيس ينحرُ في اليوم أربعين جَزُورًا.
وجاءَتْه عجوزٌ، فقال لها: كيف حالُكِ؟ فقالت: ما في بيتي فأرة! فقال لها: لقد ألطفتِ في المسألة، لأَملأنَّ بيتكِ فأرًا. فملأ بيتَها من التمر والدقيق والدراهم.
وقال هشام بن عروة (?): باع قيس مالًا له بالمدينة من معاوية بسبعين ألفًا (?)، فأمر مناديًا، فنادى في المدينة: مَنْ أرادَ القرضَ فليأتِ منزلَ سعد بن عبادة، فأقرض خمسين ألفًا، وأجاز بالباقي، فمرض، فقلَّ عُوَّادُه، فقال لزوجته قُرَيبة بنت أبي قحافة