على سِيسائه (?)، حتى إذا ضربَ الدينُ بِجِرانِه، وألقى بَرْكَهُ (?)، ورَسَتْ أوْتادُه، ودخلَ الناسُ فيه أفواجًا، ومن كلِّ فِرْقةٍ أرْسالًا وأشتاتًا، اختارَ الله لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ما عنده، فقبضَه إليه، فلما [قُبِضَ - صلى الله عليه وسلم -]، نَصبَ الشيطانُ رُواقَه، ومَدَّ طُنُبَهُ (?)، ونَصَبَ حَبائلَه، فظنَّ رجالٌ أنْ قد تَحقَّقَتْ أطماعُهم، ولاتَ (?) حين الذي يرجون، وأَنَّى والصِّدِّيقُ بين أظهرهم! فقامَ حاسرًا مُشَمِّرًا، فجمعَ حاشيتَه، ورفعَ قُطْرَيه (?)، فرَدَّ نَشْرَ الإسلام على غَرْبِه (?)، ولَمَّ شَعْثَهُ بِطَيِّهِ، وأقامَ أوَدَهُ بثِقافِهِ (?)، فانْدَفَن (?) النِّفاقُ بوطأته، وانتاشَ الدينَ بنَعْشِه (?)، فلمَّا أراحَ الحقَّ إلى أهله، وقرَّر الرؤوسَ على كواهلها، وحَقَنَ الدِّماءَ في أُهُبِها؛ أَتَتْه مَنِيَّتُه، فَسَدَّ ثُلْمتَه بنظيره في المَرْحَمة (?)، وشَقِيقِه في السِّيرة والمَعْدَلَة، ذلك عمر بن الخطاب، فللَّهِ دَرُّ أُمٍّ حَمَلَتْ به (?)، ودَرَّتْ عليه، لقد أوْحَدَتْ به (?)،