والعشيرة، وعدلَ إلى رجل من بني عَدِيّ بن كدب لَمَّا رآه أهلًا، وأنتُم تتَّخِذُونها هِرَقْلِيَّة! لاها اللهِ ذا.

فغضب مروان وقال: هذا الذي أنزلَ اللهُ فيه: {وَالَّذِي قَال لِوَالِدَيهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} الآية (?).

قال ابنُ عساكر. وكانت عائشةُ رضوان الله عليها في الحُجرة تسمع، فقالت: كذبتَ يا مروان، إنما أنزل الله ذلك في فلان، ولو شئتُ لسمَّيتُه، ولكن أشهدُ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعنَ أباك وأنتَ في صُلْبِه يومئذ (?). يا ابنَ الزرقاء، أعلينا تتأوَّلُ القرآن؟ ! لو شئتُ لقلتُ قولًا يَخرج من أقطارها. فقال مروان: ما هذا بأوَّل يومِنا. ونزل من المنبر، وخاضَ الناس، وكادت أن تكون فتنة، فكتبَ مروان إلى معاوية، فأخبره الخبر (?).

وقال ابنُ عَوْن: بايعَ الناسُ ليزيد إلا خمسةَ نَفَر: الحُسَين بن عليّ، وابن عمر، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وابن عباس، - رضي الله عنه -، فإنهم امتنعوا من البيعة رضي الله عنهم أجمعين (?).

ذكر قدوم معاوية المدينة:

لما كتبَ إليه مروانُ يخبرُه بما جرى، قدمَ المدينةَ معتمرًا، وذلك في رجب، فدخلَ على عائشةَ - رضي الله عنها -، فحمدت الله، وصلَّت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكَرَتْ سيرةَ أبي بكر وعُمر - رضي الله عنهما -، وحضَّتْه على الاقتداء بهما، وذكرت يزيدَ، فنالتْ منه، فقال لها معاوية: يا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015