حُجّابك، وعليك بمواساة أصحابك، واتَّقِ الله ولا تُؤْثِرَنَّ على تقواه شيئًا، ولا تُخرجنَّ أمرًا حتى تُبرِمَه، ولا تُطْمِعنَ أحدًا في غير حقَّه، ولا تُؤْيِسَنَّ أحدًا من حقّه.

فسار عُبيد الله إلى خُراسان في آخر سنة ثلاث وخمسين وأولِ سنة أربعٍ وخمسين وهو ابنُ خمس وعشرين سنة، وقدَّم بين يديه إلى خُراسان أسلم بن زُرْعة الكلابي، وسار بين يديه من دمشق الجَعْدُ بنُ قيس (?) يذكر أراجيز يرثي بها زيادًا، منها:

أَبْقِ عليَّ عاذلي من اللوْم ... فيما أُزِيلت نعمتي قَبل اليَوْم

قد ذهبَ الكريمُ والظل الدَّوْمْ

وأنشد أيضًا:

يومُ الثلاثاء الذي كان مضى ... يومٌ قَضَى فيه المليكُ ما قَضَى

كان زيادٌ جَبَلًا صَعْبَ الذُّرَى ... لا يُبْعِدُ (?) اللهُ زيادًا إذْ ثَوَى

فبكى عُبيد الله حتى بَلَّ عِمامَتَه (?).

ولما ورد عُبيدُ الله إلى خُراسان قطع النهر إلى جبال بُخارى، وفتحَ رامِين وبِيكَنْد (?).

ولقيَ التُركَ بأرض بُخارى، ومع ملكهم امرأتُه فتح (?) خاتون، فالتَقَوْا، فهزمهم الله، فأعجلَ المسلمون امرأته عن لُبس خفَيها، فلبستْ إحداهما وبقيَ الآخر، فأصابه المسلمون، فقَوَّموا الجَوْرَب بمئتي ألف درهم.

وأصابَ عُبيدُ الله من البُخاريَّة ألفَين، فقدم بهم البصرة، وكانوا رماةً بالنُّشَّاب حُذَّاقًا.

وأقام ابنُ زياد بخُراسان سنتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015