وبينه (?)؟ قال: خافَني على شرفه، وخفتُه على شرفي. قال: فماذا عندك فيه؟ فقال: أسُرُّه غائبًا، وأسوءه (?) شاهدًا.
وفيها عزل معاويةُ سمرة (?) بنَ جُنْدُب عن البصرة، واستعملَ عليها عبدَ الله بنَ عَمرو بن غَيلان -ثَقَفيٌّ من جلال" (?) التابعين- فأقام ستة أشهر، ثم عزله، وولَّى عُبيدَ الله بنَ زياد، فكان عبدُ الله بنُ عمرو ظَبْيًا بين حَيّتَين؛ سمُرة، وابنِ زياد.
وكان لما ماتَ زياد؛ وَفَدَ ابنُه عُبيد الله على معاوية، فقال له: مَنِ استخلَفَ على البصرة؟ قال: سمُرة بن جُندب. فقال له معاوية: لو استعملكَ أبوك لاستعملتُك. فقال: أنشدُك الله أن يقولَها لي أحدٌ بعدَك (?).
وكان معاوية إذا أراد أن يولِّي رجلًا من بني حرب ولَّاه الطائف، فإذا رأى منه ما يُعجبُه ولَّاه مكَّة (?)، فإذا أحسن الولاية ولَّاه المدينة (?).
فكان إذا ولَّى الطائفَ رجلًا قيل: هو في أبي جاد (?)، فإذا ولَّاه مكة قيل: هو في هوَّاز، فإذا لَّاه المدينة قيل: قد حَذَق.
ولما قال له عُبيد الله بنُ زياد ما قال، قال: قد ولَّيتُك خُراسان. وأوصاه، فكان فيما أوصاه: لا تبيعنَّ كثيرًا بقليل (?)، وعليك بالوفاء ولو لعدوِّك، وافْتح بابك، وسهّل