فأما عبد الرحمن بن زياد؛ فكُنيتُه أبو خالد؛ ولَّاه معاويةُ خُراسان، وله عَقِب بالبصرة.
وأما المغيرة ومحمد، فلا عَقِبَ لهما.
وأما أبو سفيان، لما وقع الطاعون الجارف بالبصرة هرب منه إلى البادية، فمات بها، وله عقب بالبصرة (?).
وأما عُبيد الله، فكنيتُه أبو حفص، وكان أبوه قلاد قد زوَّج أمَّه مَرجانةَ من شيرويه الأَساوري، ودفعَ إليه عُبيدَ الله، فنشأ بالأَساورة (?)، وكانت فيه لُكْنَةٌ، ولَّاه معاويةُ خُراسان، ثم وليَ بعد أبيه العراق [ثماني سنين] خمسٌ منها على البصرة، وثلاثٌ على الكوفة (?)، وهو قاتلُ الحسين - عليه السلام -، وكان أبغضَ الناسِ إلى يزيدَ بنِ معاوية، فلما قَتَلَ الحسينَ؛ أحبَّه وقرَّبَه.
ولما مات يزيد، هربَ من البصرة إلى الشام، فأقامَ مع مروان، ثم جاء إلى الشام الجزيرة لقتال إبراهيم بن الأَشتر، فقتله إبراهيم بالزَّاب في يوم عاشوراء؛ اليومِ الذي قَتلَ فيه الحسينَ - عليه السلام - سنة سبع وستين، وسنذكره هناك، ولم يعقِب (?).
وأما سَلْم بنُ زياد، فكنيتُه أبو حرب، وكان أجودَ بني زياد.
ولَّاه يزيدُ بنُ معاوية خُراسان، وقال له: إنَّ أباك كفى أخاه عظيمًا، وقد استكفيتُك، فاكفِنِي صغيرًا، ولا تَتَّكِلَنَّ على عُذرٍ مني، فقد اتَّكلتُ على كفاية منك. وإياك منِّي أن أقول لك: إياك مني (?)، فإنَّ الظنَّ إذا أخلفَ مني فيك؛ أخلف منك فيَّ، وأنت في أدنى حظك، فاطْلُبْ أقصاه، وقد أتعبَك أبوك، فلا تُرِيحَنَّ نفسك.