وكان الحكمُ بنُ عمرو قد استخلفَ بعد موتِه على خُراسان أنس بن أبي أُناس (?)، ولَمّا احتُضِر الحكمُ أوصى أن يُصَلّيَ عليه (?) خليفتُه، فصلَّى عليه، ودفنه في دار خالد بن عبد الله الحنفي، وبلغ زيادًا موتُ الحَكَم، فعزل أنسًا (?)، وولَّى خُليدَ بنَ عبد الله الحَنَفيّ قبلَ الربيعِ بن زياد، فقام شهورًا (?) فقال أنس (?):

أَلا مَنْ مُبْلغٌ عَنِّي زِيادًا ... مغَلْغَلَةً يَخُبُّ بها البريدُ

أَيعزِلُني ويُطْعمُها خُليدًا ... لقد لاقت حنيفةُ (?) ما تُريدُ

عليكم باليمامةِ فاحرثوها (?) ... فأوَّلكم وآخِرُكم عَبيد

ثم عزل زيادٌ خُليدًا، وولَّى الربيع بنَ زياد في أوَّل هذه السنة.

ولما قَدِم الربيع خُراسانَ، فتحَ بَلْخَ صلْحًا، وقُهِسْتان عَنْوَةً، وقطع النهر ومعه غلامُه فَرُّوخ وجاريتُه شريفة، فأعتقَ فَرُّوخًا وفتح الفُتوحَ وراء النَّهْر، وكان قد قطع النهر قبلَه الحكمُ بن عمرو الغِفاري، وصلَّى ركعتين وهو أوَّلُ من فعل ذلك (?)، وقد ذكرناه.

واختلفوا فيمن حجَّ بالناس في هذه السنة، فقال الواقدي وأبو معشر: معاوية بن أبي سفيان (?). وقال المسعودي: يزيد بن معاوية. والأوَّل أشهر.

وكان العاملَ على المدينةِ سعيدُ بن العاص، وعلى الكوفة والمشرق كلِّه زياد، وعلى قضاء الكوفة شُرَيْح بن الحارث، وعلى قضاء البصرة عَميرة بن يثربيّ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015