وقال الواقدي: أطعمَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر ثمانين وَسْقًا تمرًا وعشرين شعيرًا. ويقال: قمحًا.
وقال ابن سعد (?) بإسناده عن زيد بن أسلم، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في الوجع الذي تُوفي فيه اجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حُييّ: أما واللهِ يا نبيَّ الله، لوَدِدْتُ أنَّ الذي بكَ بي. فغَمَزْنَها أزواجُه، وأبصرهُنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مَضمِضْنَ" (?). فقُلْنَ: من أيّ شيءٍ؟ قال: "من تغامزكُنَّ بصاحبتكُنَّ، واللهِ إنَّها لصادقة".
وروى ابن سعد أنه لما حُصِرَ عثمان كانت تردُّ عنه، فمنعَها الأشْتَرُ، فوضعت خَشَبًا من منزلها إلى منزلِ عثمان، فكانت تنقلُ عليه الماءَ والطعام.
واختلفوا في وفاتها. فذكر ابن سعد قولين:
أحدهما: عن الواقدي أنَّها ماتت في خلافة معاوية بن أبي سفيان، من غير تاريخ.
والثاني: حكاه الواقدي أيضًا بإسناده عن آمنة بنت أبي قيس الغِفاريَّة قالت: أنا أحدُ النساء اللاتي زَفَفْنَ صفيَّةَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تبلغ سبعَ عشرةَ سنةً يوم دخلَتْ عليه. قال: وتوفيت سنة اثنتين وخمسين، ودُفنت بالبقيع.
وقال هشام: في سنة خمسين في رمضان.
أسندت صفيةُ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أخرج لها أحمد في "المسند" أربعةَ أحاديث، منها حديثٌ متَّفَق على صحَّته (?).
قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق وعبد الأعلى، كلاهما عن مَعْمَر، عن الزهْريّ، عن علي بن الحُسَينِ، عن صفيَّة بنت حُيَيّ قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيتُه أزورُه ليلًا، فحدَّثْتُه، ثم قُمْتُ، فانقلبتُ، فقام معي يَقْلِبُني، وكان مسكنُها في دار أُسامة بن زيد، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَسْرَعا، فقال لهما: "على رِسْلِكما، إنَّها