وفيها تُوفّيت
ابن سَعْية (?) بن عامر بن عُبيد (?) بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النَّضِير بن النحام بن يَنْحُوم، من بني إسرائيل، من سبط هارون بن عمران - عليه السلام -، إحدى أُمَّهات المؤمنين، وأُمُّها بَرَّةُ بنتُ سَمَوْأل أُخت رِفاعة بن سَمَوْأل.
وكانت صفيةُ عند سلَّام بن مِشْكَم القُرَظيّ، وكان شاعرًا، ثم فارقها، فتزوَّجها كنانة بن الربيع بن أبي الحُقَيق النَّضري، فقُتِل عنها يوم خيبر، وسباها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فطلبَها دِحيةُ منه، فأعطاه إياها، فقيل [له]: إنَّها سيِّدةُ بني النَّضِير، ولا تصلُحُ إلا لك، فأعطَى دِحْيَةَ جاريةً من السَّبْيِ غيرَها، واصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، فأسلمت، فأعتَقَها، وجعلَ عِتْقَها صَداقَها، وحَجَبَها، وقَسَمَ لها، وصارت إحدى أُمهات المؤمنين (?). وقد ذكرنا جميع ذلك في سنة سبع من الهجرة.
وذكرها الموفَّق رحمه الله فقال (?): دخلَ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا وهي تبكي، فقال: ما يُبْكيكِ؟ فقالت: إن عائشةَ وحفصةَ ونِساءَك يُعَيِّرْنَني ويَقُلْنَ: هي يهودية، فقال لها: "ألا قُلْتِ لهنَّ: أبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد" (?). وقد ذكرنا هذا.
قال الموفَّق: وكانت عاقلةً حليمةً فاضلةً، ورُويَ أن جاريةً لها قالت لعمر بن الخطاب: إنَّ صفية تحبُّ السبتَ وتَصِلُ اليهودَ. فأرسل إليها عمرُ، فسألها عن ذلك فقالت: أما السبتُ؛ فإني ما أحببتُه منذ أَبْدَلَني الله به الجمعة، وأما اليهودُ فإنَّ لي فيهم أرحامًا.
ثم قالت للجارية: ما حملكِ على ما صنعتِ؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي فأنت حُرَّةٌ لوجه الله تعالى.