قال ابن سعد (?): وجُويريةُ هي التي خطبها علي بنُ أبي طالب، فجاء بنو المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأمرونه في ذلك، فلم يَأذن لهم وقال: "إنَّما فاطمةُ بَضْعَةٌ مني يسوءني ما ساءها".
قلت: وهذه جويرية هي التي قالت لَمّا أَذَّن بلالٌ يومَ الفتح على ظهر الكعبة وقال: أشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله؛ قالت: قد لعمري رفع لك ذكرك، وواللهِ ما نُحِبُّ من قتلَ الأحبَّة (?).
ويقال: إن اسمها جميلة.
وفيها توفي
ابن المنذر بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شاعرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيتُه أبو الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام.
وهو من الطبقة الثانية من الأنصار؛ قال ابن سعد: أحد بني حُدَيلة (?)، وأُمُّه الفُريعةُ بنت خالد بن حُبَيش بن لوذان من الخزرج من بني ساعدة.
قال: ويقال: بل أُمُّ حسّان الفُريعةُ بنت حُبيش بن لوذان، أُختُ خالد بن حُبيش، وعمرو بن حُبيش.
قال: أسلم حسان قديمًا، ولم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدًا، وكان يُجَبَّن، وكانت له سنٌّ عالية.
وقال هشام: وكان يَضرِبُ بلسانِه رَوْثةَ أَنْفِه من طوله، وكان قَدِم على عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغَسَّاني، وعلى جبلةَ بن الأيهم ومَدَحَهما.
وقد ذكرنا في صدر الكتاب قُدومَه على ملوك الحِيرة.