وأُمُّه أُمُّ جميل بنتُ شعبة، من بني عامر بن لؤي، وأُمُّها أُمُّ حبيب بنت العاص بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

وكان أبوه المُطْعِمُ بنُ عديّ من أشراف قريش، وكان كافًّا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وهو الذي سعى في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش بينها وبين بني هاشم، وهو الذي دخلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة لما عاد من الطائف في [جوارِه] (?). وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بَدْرٍ: "لو كان المُطْعِمُ حيًّا لوهبتُ له هؤلاء النَّتْنَى" يعني أهل القَلِيب (?).

وكانت وفاة المطعم بمكَّة بعد الهجرة بسَنَةٍ قبل بَدْرٍ بأشهر، ودُفِنَ بالحَجُون وهو ابن بِضْعٍ وتسعين سنةً. وكُنْيَتُهُ أبو وَهب. وقد أشرنا إلى جميع ذلك.

قال ابنُ عبد البرّ: وفيه يقول حسان بن ثابت لَمّا مات يرثيه، فقال:

فلو كان مجدٌ يُخْلِدُ اليومَ واحدًا ... من الناس أنجى مجدُه اليومَ مُطْعِما

[أجَرْتَ] رسولَ الله منهم فأَصبحوا ... عبيدَك ما لبَّى مُلَبٍّ وأَحْرَما (?)

وحكى أبو القاسم بن عساكر عن جُبير بن مُطْعِم قال (?): لَمّا بُعِثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وظهر أمرُه بمكة؛ خرجتُ إلى الشام، فلما كنتُ ببُصْرى جاءني جماعةٌ من النصارى فقالوا: أَمِن أَهلِ الحرم أنتَ؟ قلتُ: نعم. فأدخلوني دَيرًا لهم؛ فيه صُوَر، فقالوا: انظر إلى هذه الصُّوَر، هل تعرف فيها صورةَ هذا الذي قد ظهر فيكم؟ قال: فنظرتُ، فإذا بصورة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصورة أبي بكر الصديق وهو آخِذ بعَقِبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: نعم هذه صورتُه وصورةُ صاحبِه. فقالوا: نشهد أنَّه صاحبكم، وهذا الخليفةُ من بَعْدِه.

وذكره ابنُ عبد البَرِّ فقال: ذُكِرَ أن جُبير بن مطعم أسلم يوم حُنَين (?)، وهو أوَّل من لبس الطيلسان في المدينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015