وروى ابن سعد أيضًا عن مسروق قال: قدِمتُ المدينةَ، فسألتُ عن أصحابِ محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. وكان مِمَّن جمع القُرآنَ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وروى ابن سعد عن ابنِ عبّاس أَنَّه أخذ لزيد بن ثابت بالرِّكاب، فقال له زيدٌ: تَنَحَّ يا ابنَ عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن عباس: هكذا أُمِرنا أن نفعلَ بعلمائنا وكُبرائنا (?).
وفي رواية: فقال لي زيدٌ: أرني يدَك، فأخرجَها، فقبَّلها وقال: هكذا أُمِرْنا أن نفعلَ بأهلِ بيتِ نَبِيِّنا.
وقال أحمد بن حنبل: حدَّثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذَّاءِ، عن أبي قِلابة، عن أنس قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْحَمُ أُمَّتي أبو بكر، وأشدُّها في دين الله عمرُ، وأصدقُها حياءً عثمانُ، وأعلمُها بالفرائض زيدُ بنُ ثابت" (?).
وروى ابن سعد (?) عن الفضل بن دُكَين قال: حدَّثنا موسى بن عُلَيّ، عن أبيه قال: إن كانَ الرجلُ لَيأتي زيدَ بن ثابت فيسأله عن الشيء، فيقول: اللهِ، أَنَزَلَ هذا؟ فإن قال: اللهِ، نزل هذا، أَفتاه، وإن لم يحلِف؛ تركه.
وقال هشام: آخِرُ عَرْضٍ عرضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القرآنَ على مُصحَفِ زَيدٍ.
قال: وكان ابن عباسٍ يقول: لقد علمَ المحفوظون من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أن زيدَ بنَ ثابت من الراسخين في العلم (?).
قال: وسأله رجلٌ عن مسألة، فقال: أحَدَثَ هذا؟ قال: لا. قال: فَدَعْهُ حتى يكون.
قال: وكان زيدٌ مع عمرَ لَمَّا قَدِمَ إلى الشام، وأنَّه كتب له كتابَ الصُّلحِ مع الروم على بيتِ المقدس. وكان يكتبُ لأبي بكرٍ قبل عمر، وكان على بيتِ المال في أيام عثمان، وكان مع عثمان وهو محصورٌ وذَبَّ عنه، وقسم الغنائمَ بتبوك.