قال: وكان عمر بن الخطاب إذا استضعفَ رجلًا في رأيه قال: أَشهدُ أَنَّ خالقَك وخالقَ عمرو بنِ العاص واحدٌ. يريدُ أنَّه خالقُ الأضداد (?).

وقال أبو اليقظان: كان عمرو يومَ بدر وأُحد والخندق والحديبية مع الكفار على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وحضرَ اليرموكَ وأجنادين وفِحْلَ (?)، وحصار دمشق، وفَتحَ بَرْقَةَ (?)، وطرابلس المغرب.

وولَّاه عمر بعضَ الشام ومصر، وأَقرَّه عثمان أَوَّلَ خلافته، ثم عزله عن مصر، وولَّى عبدَ الله بنَ سعد بن أبي سَرْح على مصر وإفريقية، فقَدِم عمرو المدينةَ، فكان يُؤلِّبُ على عثمان حتى الرُّعاة في رؤوس الجبال إلى أَن قُتل عثمان، فأَظهر التَّشفِّي به، ثم وافق معاويةَ. وقد ذكرنا جميع ذلك.

وقال ابن سعد (?) بإسناده عن موسى بن عُلَيِّ بن رَباح اللخمي عن أبيه قال: سمعتُ عمرًا يقول: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمرو، اشْدُدْ عليك ثيابك وسلاحك وائتني". قال: ففعلتُ وجئتُه، فقال: "إني أُريدُ أن أبعثَكَ وَجْهًا يسلِّمُك الله ويُغنِّمك، وأَزْعَبُ لك من المالِ زَعْبَةً صالحةً". [قال: قلت: ] إنَّما أسلمتُ رغبةً في الجهاد والكينونة معك، فقال: "يا عَمرو نِعِمَّا بالمالِ الصالح للمرءِ الصالح". وأخرجه أحمد في "المسند" بمعناه (?).

والزَّعبَةُ من المال؛ بزاي معجمة: الدُّفْعَة. وكذا الزُّعْبَة بالضَّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015