وكذا قال الزُّبير بن بكَّار، وهو الأصحُّ؛ قال الزُّبير: واسم أَبِي طلحة عبد الله بن عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الدار. وأُمُّ عثمان بن طلحة السُّلافة الصغرى.

وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من المهاجرين مِمَّن أَسلم في هدنةِ الحديبية (?).

وهاجر مع خالد بن الوليد وعمرو بن العاص في سنة ثمان، فقال رسولُ الله صلى الله عليه حين رآهم: "لقد رَمَتْكُم مكَّةُ بأَفلاذِ كبدِها" يعني أنهم وجوهُ أهلِ مكة (?). وقد ذكرناه هناك.

وقد ذكره الشيخ الموفَّقُ رحمه الله فقال (?): وكان بنو طلحة من أَشرافِ أَهل مكة، وإِليهم كانت الحجابة واللواء. وقُتل طلحة أبو عثمان، وأَخوه عثمانُ بن أَبِي طلحة، وبنوه: مُسافع والجُلاس وكلاب والحارث بنو طلحة يومَ أُحدٍ كُفَّارًا، وهم أهلُ اللواء؛ كان كلَّما حمله منهم إِنسانٌ قُتِل، وفيهم يقول كعبُ بن مالك يخاطبُ أهلَ مكة:

أَبْلِغْ قريشًا، وخيرُ القولِ أَصدقُه ... والصدقُ عند ذوي الأَلبابِ مقبولُ

أَنْ قَدْ قَتَلْنا بقتلانا سَراتَكمُ ... أَهلَ اللواءِ، ففيما يكثرُ القيلُ

وقال ابن سعد (?): حدثنا محمد بن عمر، حدَّثنا إبراهيم بن محمد العَبْدَريّ، عن أَبيه قال: قال عثمان بن طلحة: لَقِيَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل الهجرةِ، فدعاني إلى الإسلام، فقلتُ: يا محمد، العجبُ [لك]! كيف تطمعُ أني أتَّبعُك وقد خالفْتَ دينَ قومِك، وجئتَ بدينٍ مُحْدَثٍ، ففرَّقْتَ جماعتَهم، وشَتَّتَّ أُلفَتَهم، وأَذهبتَ بهاءَهم؟ ! فانصرف.

قال: وكُنَّا نفتحُ الكعبةَ في الجاهليةِ يومَ الاثنين ويوم الخميسِ، فأَقبلَ يومًا يريدُ الدخول مع الناس، فَنِلْتُ منه، وأَغلظتُ له، فحَلُم عني، ثم قال: "يا عثمان، لعلك سترى هذا المفتاحَ بيدي يومًا أَضعُه حيثُ شئتُ". فقلتُ: لقد هلكَتْ قريشٌ يومئذٍ وذلَّت! فقال: "بل عَزَّت وعمرت". ودخل الكعبةَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015