ثم أسلم، ونزل المدينة، فمات بها في هذه السنة.
وليس في الصحابة من اسمهُ رُكانة بن عبد يزيد غيره.
وقيل: فيهم آخر يقال له: أَبو محمد، وقيل: هو الأول. ولرُكانة صحبة ورواية.
انتهت ترجمته، والله أعلم.
فيها ولَّى معاويةُ بنُ أبي سفيان مروانَ بنَ الحكم المدينةَ، فاستقضى مروانُ عبدَ الله بن الحارث بن نوفل.
وفيها وُلد الحجَّاجُ بنُ يوسف الثقفي.
وفيها تحرَّكت الخوارجُ الذين بقُوا من يوم النهر، وكان عليهم حيَّان (?) بن ظَبْيان السُّلَمي، فالتجؤوا إلى الرّيِّ في خمس مئة، وقيل: في أربع مئة، وكان فيهم جماعةٌ من أعيانهم؛ منهم: سالم بن ربيعة العبسيّ.
قال أبو مِخْنَف عن أشياخه (?): فلما بلغهم قَتْلُ عليّ - عليه السلام -؛ قام سالم بن ربيعة فيهم خَطيبًا فقال: أَيها الإخوان، إنَّه قد بلغني أنَّ أخاكم ابنَ مُلْجم جلس عند أغباشِ (?) الصُّبح عند السُّدَّةَ (?)، فلما خرج ابن أَبِي طالب لصلاة الصبح؛ شدَّ عليه، فعلاه بالسيف، فلم يَبْقَ غير ليلتين حتى مات، فأخذوا يحمدون الله على قَتْلهِ، فقال لهم حيَّان بن ظَبْيان: انصرفوابنا إلى مِصْرِنا، فلنأتِ إخوانَنا، ونجاهد الأَحزاب، فإنَّه لا عُذْرَ لنا في القُعودِ وولاتُنا ظَلَمة وسنَّةُ الله ورسولِه متروكةٌ. فأَجابوه، وخرجوا معه قاصدين إِلى الكوفة، وقال حيَّان:
خليليَّ مالي من عزاءٍ ولا صَبْرِ ... ولا إِرْبَةٍ بعد المُصابين بالنَّهْرِ
سوى نَهَضاتٍ في كتائبَ جَمَّةٍ ... إِلى الله ما تدعو وفي اللهِ ما تَفْري
من أبيات.