وقال ابن سعد بإسناده عن مُعتمر بن سليمان قال: سمعتُ أبي يقول: حدثنا أبو عثمان: أن عثمان قُتل في أول أيام التّشريق (?).

وقال جدّي رحمه الله في "التلقيح" (?): قُتل عثمان يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة، وقيل: لثمان عشرة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل: أول سنة ستّ وثلاثين، وأُخفي قبرُه.

وقال البخاري بإسناده، عن أبي موسى الأشعري قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا إلى حائطٍ من حَوائط المدينة لحاجته، وخرجتُ في إثْره، فلما دخل الحائط جلستُ على بابه وقلتُ: لأكونَنّ اليوم بَوَّاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهب فقضى حاجتَه، وجلس على قُفِّ البئر، وكشف عن ساقيه، ودَلّاهما في البئر، فجاء أبو بكر يَستأذن، فقلتُ: يا رسول الله، إن أبا بكر يَستأذن عليك، فقال: "ائذنْ له وبَشِّره بالجنة" فدخل، فجلس عن يمينِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفعل كما فعلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كشف عن ساقَيه، ودلّاهما في البئر، وجاء عمر يَستأذن، فقال: "ائذنْ له وبَشِّره بالجنة" فدخل، فجلس على القُفّ، وفعل كما فعل أبو بكر" كشف عن ساقيه ودَلّاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ، فلم يكن فيه مجلس، فجاء عثمان يَستأذن فقال: "ائذَنْ له وبَشّره بالجنة مع بَلاءٍ أو بَلوى تُصيبُه" فدخل فلم يَجد معهم مَجلسًا، فتحوّل حتى جاء مُقابِلَهم علي شَفير البئر، فكشفّ عن ساقَيه، ثم دَلّاهما في البئر.

قال ابنُ المسيّب: فأوَّلتُ ذلك قبورَهم، اجتمعت ها هنا وانفرد عثمان عنهم. أخرجاه في "الصحيحين" (?).

واختلفوا في سنّه على أقوال:

أحدها: اثنان وثمانون سنة، وقد حكيناه عن الواقدي.

والثاني: خمس وسبعون، وقد حكيناه عن أبي معشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015