وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: لقد أخذتُ من في رسولِ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - بِضعًا وسبعين سورةً، وزيدُ بن ثابت غُلام، له ذُؤابتان، يَلعب مع الصّبيان.
وقال: "لقد رأيتُني سادسَ سِتَّةٍ ما على وجهِ الأرض مُسلمٌ غيرنا.
قال أبو موسى الأشعري: لقد أتيتُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولا أُرى إلَّا ابن مسعود من أهله.
وقال: قدمتُ أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينًا ما نَرى ابنَ مسعودٍ وأمَّه إلَّا من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لما نَرى من كَثرة دُخوله وخُروجِه، ودُخول أمِّه عليه، وملازمتهما إياه.
وقال أبو المليح: كان ابنُ مسعود يُوقظ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - إذا نام، ويَستُره إذا اغتسل.
وأخرج البُخاريّ عن حُذيفة بن اليَمان وسئل فقيل له: أخبِرنا برجلٍ قريبِ السَّمتِ والدَّلِّ والهَدْيِ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأخذ عنه، فقال: ما نَعلم أقربَ سَمْتًا ودَلًّا وهَدْيًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ابنِ أمِّ عبد حتَّى يَتوارى بجُدران بيته، ولقد عَلم المحفوظون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أو أصحاب محمد- أن ابنَ أمّ عبد من أقربهم إلى الله وسيلة، وفي رواية: من أقربهم إلى الله زُلْفى (?).
قال علقمة: جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهو بعرَفَة فقال: جئتُ يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركتُ بها رجلًا يُملي المصاحفَ عن ظَهر قلبه، فغضبَ وانتفخ حتَّى كاد أن يَملأ ما بين شُعبَتَي الرَّحل، ثم قال: ويحك مَن هو؟ قال: ابن مسعود، فما زال ينطفئ ويُسرَّى عنه الغضب حتَّى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك والله ما أعلم بقي من النَّاس أحد هو أحق بذلك منه وسأحدّثك عن ذلك: كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - لا يزال يَسمُر عند أبي بكر -الليلَ كلَّه في أمور المسلمين -أو في الأمر من أمور المسلمين- فإنَّه سَمَر عنده ذات ليلة وأنا معه، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه، فإذا رجلٌ قائمٌ يُصلِّي في المسجد، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَستمع قراءتَه، فلما كِدنا نعرفه قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "من سَرَّه أن يَقرأ القرآن رَطبًا كما أُنزل فلْيقرأه على قراءةِ ابنِ أمِّ عبد"، ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يقول: "سلْ تُعْطَه،