عبد الله بن مسعود

ابن غافل بن حَبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخزوم بن صاهِلة [بن كاهل] بن الحارث بن تميم بن سعد بن هُذَيل بن مُدرِكة، واسمه عمرو بن إلياس بن مُضر، وأمُّه أمُّ عبد بنت عبد ودّ بن سُويّ بن قُرَيْم بن صاهِلة، هُذَليّة، وأمها هند بنت عبد الحارث بن زُهرة بن كِلاب.

وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين الأوَّلين، أسلم قديمًا بمكة قبل دخول رسول الذي - صلى الله عليه وسلم - دارَ الأرقم، ويُقال: كان سادِسًا في الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهدَ كلَّها مع رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وشهد اليرموك، وهو الذي ضرب عُنُق أبي جهل يوم بدر بعد أن أَثْبَته ابنا عَفراء.

وكان صاحبَ سرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووسادِه وسِواكِه ونَعلَيه وطهورِه في السَّفر، وكان يُلبسُه نَعلَيه، ويَمشي أمامَه بالعصا، فإذا جلس رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - نزع نعلَيه وجعلهما بين أصابعه. وكان يُشبه رسولَ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في هَدْيه وسَمْتِه كلِّه، وكان أجودَ النَّاسِ، وأطيبَهم ريحًا، وأحسنَهم ثوبًا، وولاه عمر رضوان الله عليه القضاءَ على الكوفة وبيتَ المال، وأقام عليهما صَدرًا من خلافة عثمان رضوان الله عليه، ثم رجع إلى المدينة فمات بها.

وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين الزُّبير بن العوام - رضي الله عنه -، وقيل: بينه وبين مُعاذِ بن جبل - رضي الله عنه -.

صفته:

كان خفيفَ اللحم، شديدَ الأدمة، دحداحًا، يكاد الجالسُ يُواريه من قِصره، وشَعرُه يَبلغ تَرقُوته، فإذا صلّى تركه وراء أذنيه، له ضفرتان، عليه مِسحَةُ أهلِ البادية، لا يُغيِّر شيبه، ويَتختّم بالحديد.

ذكر إسلامه: قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: كنتُ أرعى غنمًا لعُقبة بن أبي مُعَيط، فمرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر فقال: "يا غُلام، هل من لَبَن؟ " قلتُ: نعم ولكني مُؤتَمن، قال: "فهل من شاةٍ لم يَنْزُ عليها الفَحل"، فأتيتُه بشاة، فمسح على ضَرعها، فنزل لَبن، فحلبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضَّرع: "اقلِص" فقَلص، ثم أتيتُه بعد هذا فقلت: يا رسول الله، علِّمني من هذا القول، فمسح على رأسي وقال: "يرحمك الله فإنَّك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015