زيدٍ وصهيب وعبد اللَّه بن عمر.
واختلفوا في كيفيةِ دَفْنِ أبي بكرٍ وعمر عند رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ثلاثةِ أقوالٍ؛ أحدُها رواه الواقدي عن خالد بن أبي بكر قال: دُفن عمرُ في بيتِ عائشة، وجُعل رأسُ أبي بكرٍ عند كَتِفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجُعل رأسُ عمر عند حَقْوي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (?).
وقال ابن سعدٍ بإسناده عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: مازِلْتُ أضَعُ خِماري عن رأسي وأقول: ما معي في الحُجْرَة إلّا رسول اللَّه -رضي اللَّه عنه- وأبي، حتى دُفن عندي عمر، فلم أزل مُتَحفِّظةً في ثيابي، حتى بنيتُ بيني وبين القبورِ جدارًا (?).
حدثنا عبد اللَّه بن أبي المجدِ الحربي بإسناده عن الأحنفِ بن قيسٍ قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطّابِ يقول: إنَّ قُريشًا رؤساءُ الناس، لا يَدخلون بابًا، إلا فَتح اللَّه عليهم منه خيرًا، قال: فلما مات عمر واستخلف صُهَيْبًا على إطعام الناس، وحضر الناسُ وفيهم العباسُ، فأمسكَ الناسُ أيديهم عن الأكل، فحسرَ ذِراعيه وقال: أيُّها الناسُ، إنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مات فأكلْنا، وإنَّ أبا بكرٍ مات فأكلنا، وإنَّه لابُدَّ من الأكلِ، وضربَ بيدهِ وضرب القوم بأيديهم، فعُرِفَ قولُ عمر: إنَّ قُريشًا رؤساءُ الناس (?).
قال أحمد بإسناده عن ابن أبي مُلَيْكَةَ، أنَّه سمع ابن عباسٍ قال: إني لواقفٌ وقد وُضِع عمرُ على سريرهِ؛ فتكنَّفه الناسُ يَدعون له قبل أن يُرْفَعَ ويُصَلُّون، فلم يَرُعْني إلّا رجلٌ قد أخَذَ بمنكبي من ورائي، فالتفت إليه، فإذا عليّ بن أبي طالب، فترحَّم على عمر وقال: ما خَلَّفْتُ أحدًا على وجه الأرضِ أُحبُّ أن أَلقى اللَّه بصَحيفتهِ من هذا