وعاش عمرُ بعد رسولِ اللَّه ثلاثَ عشرة سنةً، فقد مات عمر عن خَمْسٍ وستين سنةً وشُهور كما قال ابن عمر والزهري، وذكره سعيد بن عامر.
حكى ابن سعدٍ عن ابن عمر قال (?): غُسِّلَ أبي بالماءِ والسِّدْرِ ثلاثًا، وأوصى أن لا يَقرَبه طِيبٌ، وكُفِّن في ثلاثةِ أثوابٍ أو ثوبَيْن سَحوليَّيْن، وصلَّى عليه صُهَيْبٌ.
وحكى ابن سعدٍ عن الواقدي قال: لمّا وُضع ليُصَلّى عليه أقبل عليٌّ وعثمان ويدُ أحدِهما في يد الآخرِ، فقال عبد الرحمن بن عوفٍ ولا يظُنُّ أنَّهما يَسمعان ذلك: قد أوشكتُما يا بني عبد مناف، فسمعاها، فقال كلُّ واحدٍ منهما لصُهيبٍ: يا أبا يحيى، قُم فصَلِّ عليه، فقام فصلَّى عليه.
وفي رِواية ابن سعدٍ عن الواقدي قال: لمّا وُضع عمرُ ليُصَلَّى عليه أقبل علي وعثمانُ أيّهما يصلّي عليه، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنَّ هذا لهو الحِرْصُ على الإمارةِ، لقد عَلمتُما ما هذا إليكما، ولقد أُمِرَ به غيرُكما، تقدَّم يا صُهَيْب فصلِّ عليه، فتقدَّم صُهَيب فصلَّى عليه في مسجدِ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكبَّر عليه أربعًا بين القَبْرِ والمِنْبرِ (?).
وقال الطبري في تاريخه: وقف علي عند رأسِ عمر، وعثمانُ عند رجليه، فقال عبد الرحمن بن عوف: لا إله إلا اللَّه، ما أحرصَكما على الإمرَةِ! أما علمتُما أنَّ أمير المؤمنين قال: ليُصَلِّ بالناسِ صُهَيْب؟ فتقدَّم صهيبٌ فصلَّى عليه (?).
وقال هشام: إنَّما أوصى عمر ليُصَلِّي عليه صُهيب لأنَّه ما أحبَّ أن يتقدَّم عليه رجلٌ من أصحاب الشورى، وما تَعيَّن بَعْدُ منهم إمام، وما أحبَّ أن يُصَلِّيَ عليه ذوو الأرحام وهناك إمام منصوصٌ عليه.
وحكى ابن سعدٍ عن الواقدي عن أشياخهِ قالوا (?): نزل في قبرهِ عثمان وسعيد بنُ