جميعًا بتكريت (?). ورأتِ الرومُ الغلبة من جانب المسلمين، فعزموا على الهربِ، وعلمت القبائلُ فأرسلت إلى عبد اللَّه يسألونَه الصُّلْحَ على الروم فقال: حتى تُسلموا فأسلموا، فقال لهم: إذا سمعتُم التكبير فافتحوا الأبوابَ ففعلوا، ودخل وقتل الروم.

قصة قَرقيساء

كان بها جُموعٌ من الروم، فبعث إليها سعد عمر بنَ مالك بن عُتْبة بن نوفل بن عبد مناف، فاجتاز بهيت فافتتحها عَنوةً، ثم افتتح قَرْقيسياء عَنْوةً، وحجّ بالناس عمر.

فصل وفيها توفي

سعد بن عُبيد بن النعمان

ويقال له: سعد القاري، وكُنيتُه أبو زيدٍ الأنصاري، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار، وهو ممَّن جمع القُرآن على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في قول الكوفيين. وقد حكاه ابن سعد (?).

شهد بدرًا وأُحدًا والخندقَ والمشاهد كلَّها مع رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وليس في الصحابة من يقال له سعدٌ القاري غيره (?). وكان حاضرًا جسر أبي عُبيد (?)، فكان من جملةِ المنهزمين إلى المدينة، فعاتبه عمر.

قال ابن سعدٍ بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عمر بن الخطاب لسعدٍ بن عُبيد لمّا انهزم يوم الجِسر (?): هل لك في الشام لعلَّك أن تَغسل عنك الهُنَيهة؟ قال: لا، بل الأرض التي فَررْتُ منها، والعدوُّ الذي هربتُ منه، أو الذي صنع بي ما صنع أولى، فخرج إلى العراق فاستُشهد وهو ابن أربعٍ وستين سنةً.

ويقال: إنه استُشهد في القادسية، فحكى ابن سعدٍ عن ابن أبي ليلى قال: خطب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015