وكان عبد اللَّه بن عمر حاضرًا وقعة جَلُولاء، فاشترى من الغنائم بأربعين ألفًا، فدعا عمر التُّجار فباعهم ذلك بأربع مئة ألف، فأعطى ابنه عبدَ اللَّه ثمانين ألفًا، وقال: هذا ربحٌ كثير، وبعث بالباقي إلى سعدٍ فقال: اقسمه فيمن شهد الوقعة، ومَن كان قد مات فادفعه إلى وارثه، وقال لابنِه: يا عبد اللَّه، لو أُمر بي إلى النّار أكنتَ تَفديني؟ قال: نعم، قال: هو ذاك (?).
قال هشام: وكان في سَبْي جَلُولاء أمهاتُ أولادٍ، منهنَّ (?) أم عامر الشّعبي، وقعت إلى رجلٍ من بني عبس، فولدت منه ثم مات، فخلف عليها شراحيل، فأولدها الشعبي.
وكان بين وقعة جَلُولاء والمدائن تسعةُ أشهر؛ لأنها كانت في ذي القعدة. وقيل: كانت في سنة سبع عشرة، والأوّل أصحُّ (?).
حكى سيف بن عمر، عن محمد وطلحة والمهلَّب وعمرو وسعيد قالوا: كان عمر قد كتب إلى سعد: إنْ فتح اللَّهُ عليكم جَلُولاء فسَرِّح القعقاع بنَ عمرو في آثار القوم، حتى ينزلَ حُلوانَ، فيكون رِدْءًا للمسلمين، ويُحْرِزَ اللَّه لكم سوادَكم، فلما فُتِحت جَلُولاء أقام بها هاشمُ بن عتبة، وسار القعقاعُ في آثارهم، فقتل مهران، وأفلت الهرمزان (?)، وسبق وغنم، وسار يزدجرد إلى الرَّي والجبال، وخَلَّف بحُلْوان خيلًا عليها خسروشنوم، فخرج إلى القعقاع، فاقتتلوا، فقُتل خسروشنوم، وأقام القعقاعُ بحُلوان إلى أن عاد سعد إلى الكوفة، فلَحق به.
قد ذكرنا أنَّ أهل الموصل اجتمعوا بها وخندقوا، وانضافت إليهم تغلبُ وإيادُ والنَّمرُ والشهارجة والقبائل، فأرسل إليهم سعدٌ عبدَ اللَّه بن المعتِّم، فحاصرهم، وكانوا