الطعام [ناله عندك] كان أرفع؟ قالت: خُبزة شعير بإهالةٍ سَنِخَةٍ (?) يأكل منها، قال: فأيّ البِسِاط كان يُبسط له؟ قالت: كساء ثخين، كنا في الشتاء نَبسط نِصفَه تحتنا ونصفَه نَتدثَّر به.

ثم ذكر عيش رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم قال: أبلغيهم ذلك، وأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ترك فُضول الدنيا، وسأسلك ما سلك هو وصاحبه حتى ألحقَ بهما، وإلا حدتُ عن طريقهما، فيُحال بيني وبينهما (?).

وقالت حفصةُ: مرض عمر، فوُصف له العسلُ، وفي بيت المال عُكَّةٌ من عسل، فصعِد المنبر وقال: أيّها الناس، إني مريض، وقد وُصف لي العسلُ، وفي بيت المال عُكَّةٌ من عسل، فإن أَذنتم لي فيها، وإلا فهي حرام عليّ، وفي رواية: أذنوا له فيها (?). وحجَّ عمر بالناس.

فصل وفيها تُوفّي

سعدُ بن عُبادة

ابن دُلَيم بن حارثة بن أبي حَزِيمة بن ثعلبة بن طَريف بن الخزرج بن ساعدة، وأمُّه عَمرة بنت مسعود بن قيس، خَزرجيّة، وسعد من الطبقة الأولى من الأنصار، وكنيتُه أبو ثابت، وقيل: أبو قيس، شهد العقبة مع السّبعين، وهو أحد النُّقباء الاثني عشر، وشهد المشاهد كلَّها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما خلا بدرًا، فإنه تهيَّأ للخروج إليها فنُهش، فأقام، وكان يأتي دُورَ الأنصار فيُحرِّضهم على الخروج إلى بدر، وبلغ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه نُهش, فقال: لئن كان سعد لم يشهد بدرًا لقد كان حريصًا عليها.

وقال ابن سعد: كان سعدٌ سيّدًا جوادًا، يكتب بالعربية، وكانت الكتابة في العرب قليلًا، وكان يُحسن العَوْم والرَّميَ، وكان مَن أَحسن ذلك في الجاهلية يُسمّى الكامل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015