وقد أخرجه البخاري في أفراده، عن أبي هريرة: "لو عَلِمتُم ما أَعلَمُ، لضَحِكتُم قليلاً وبكيتُم كثيرًا" (?).

وقال أبو عبيد: البهائم لا تعلم بالموت ولو علمت ما حملت لحمًا، وأنتم تعلمون وتحملون فأنتم أشد غفلة من البهائم وهي أعذر منكم.

قوله: "بُورِكَ لأمَّتي فى بُكُورِ سَبتِها وخَميسِها" هذا المعنى فيه ثلاثة أحاديث: أحدها: "بوركَ لأمتي في بُكُورِها"، والحديث الثاني: "في كل اثنينٍ وخميسٍ"، والثالث: "في بكورِ يومِ السبتِ".

فأما الأول: فاخرجه جدّي بإسناده إلى عليًّ - عليه السلام - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بُورِكَ لأُمَّتي في بُكُورِها" (?).

وأما الحديث الثاني: فأخرجه أبو محمد بن عدي عن جابر عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اطْلُبوا الحَوائجَ أو العلمَ كلَّ اثنينٍ وخميسٍ" (?).

وأما الثالث: فأخرجه الدارقطني عن جابر عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن بكَّرَ يومَ السبتِ في طلبِ حاجةٍ فأنا ضامنٌ لقَضائِها" (?).

قلت: والحديث وإن كان ضعيفًا غير أن السلف كانوا يستعينون بالبكور على قضاء حوائجهم، ومن بورك له في شيء فليلزمه، حتى قد صارت الأخبار بمنزلة التواتر، ولن يجمع الله العالم على ضلالة، ومن أمثالهم: بَكَّر بُكور الغراب.

وقد أخرج أحمد في "المسند" بإسناده أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ بارِكْ لأُمَّتي في بُكُورِها" وكان إذا بعث جيشًا بعثه أول النهار (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015