وقال أحمد بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَباغَضوا، ولا تَباغَوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَروا، ولا تَقاطَعُوا، وكونوا عبادَ الله إِخوانًا، ولا يحلُّ للمسلمِ أن يَهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ" متفق عليه (?).
وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وعائشة، وأحاديثهم أخرجها أبو داود والترمذي (?)، وإنما الزيادة في الحديث وهي قوله: "إلا أن يكون ممن لا تؤمن بوائقه" هذه الزيادة ليست في "الصحيحين" فيحتمل إنهم أشاروا إليها، وقد كان ينبغي لجدي أن يتبين الصحيح من السقيم، وقد فعلوا هذا في أحاديث منها:
قوله - عليه السلام -: "إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ" أخرج مسلم (?) هذا اللفظ عن ابن مسعود، ثم قال في "الواهية": هذا الحديث لا يصح، روت عائشة أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خرجَ ذاتَ يومٍ فمرَّ ببركة فيها ماءٌ، فاطلَعَ فيه فسوى من لحيتهِ ورأسهِ، فقلت له في ذلك، فقال: "إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمالَ" (?) فقول عائشة "نظرَ في بركة" هو الذي تكلَّموا فيه، وباقي الحديث في الصحيح.
وقال أبو داود: إذا كانت الهجرةُ لله فليسَ من قوله: "لا يحلُّ للرجلِ أن يهجُرَ أَخاه فوقَ ثلاث" قد رأى عمر بن عبد العزيز رجلًا فغطى وجهه (?).
قوله: "لا يدخلُ الجنةَ رجلٌ لا يأَمنُ جارُه بوائِقَه" (?) واختلفوا في البوائق، فقال الجوهري: هي غشمه وظلمه، وقال الكسائي: غوائله وشره (?). وقيل: مكائده وشدائده.
قوله: "لا تَكُونوا مُتَماوتين" (?) هذا من كلام عمر - رضي الله عنه -، رأى رجلًا يتخاشَع، فضربه بالدرَّة وقال: ارفع رأسك فإن التقوى ها هنا، وأشار إلى صدره.