روحي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُهُ ... فيه العفافُ وفيهِ الجودُ والكرمُ]
وفيه شمسُ التقى والدين قد غربت ... من بعد ما أشرَقت من نورِه الظلمُ
حاشا لوجهكَ أن يبلى وقد هُديتْ ... بالشرقِ والغربِ من أنوارهِ الأمم
لئن رأيناه قبرًا إن باطنَه ... لروضةٌ من رياضِ الخلدِ تبتسمُ
طافت به من نواحيه ملائكةٌ ... تغشاهُ في كلِّ ما يوم وتزدحمُ
[انتهت "مغازي" الواقدي عند ذكر أشعار بنات عبد المطلب ولم يبق من رواياته إلا ما رواه ابن سعد عنه.
وقد روى الحكاية محمد بن حرب قال: دخلت المدينة، فأتيت قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فزرته وجلست بإزائه، وإذا بأعرابي قد جاء فوقف عند القبر وقال: يا خير الرسل إنّ الله تعالى أنزل عليك كتابًا صادقًا قال فيه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وإني قد جئت مستغفرًا ومستشفعًا بك ثم بكى وأنشد البيتين، ثم انصرف.
قال: فرقدت فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال: الحق الرجل فبشره بأن الله قد غفر له بشفاعتي، فاستيقظت وطلبت الرجل فلم أجده].
* * *