وقال أحمد بن حنبل بإسناده، عن] جعفر بن محمد قال: كان الماءُ يَستَنقِعُ في جُفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان علي يحسوه (?).

[قال ابن سعد]: وكان علي رضوان الله عليه يقول: أوصى إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يغسله غيري (?).

[قال الهيثم: ] وروي أنهم شدوا عيونهم بالعصائب إلا علي، فقال الشاعر: [من الكامل]

غسل النبي وعينه مفتوحة ... وعيونكم معصوبة في الهام

[وقال ابن سعد بإسناده عن] عائشة رضوان الله عليها قالت: لما أرادوا أن يغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا فيه، وقالوا: ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله في ثيابه؟ فألقي عليهم النعاس حتى ما منهم رجل إلا وذقنه على صدره، ثم ناداهم مناد من ناحية البيت: غسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه، فغسلوه كذلك، وكانت تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نساؤه (?).

[قال ابن سعد: حدثنا الواقدي] قال علي - رضي الله عنه -: لما أخذنا في جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أغلقنا الباب دون الناس جميعًا، فنادت الأنصار: نحن أخواله، وهو ابن أختنا، ومكاننا في الإسلام مكاننا، ونادت قريش: نحن عصبته، فقال أبو بكر: القوم أولى به، لا يدخل عليهم إلَّا مَن أرادوا (?).

وغسل من بئر غَرس، وكان يشرب منها، وغسل في المرة الأولى بالماء القراح، وفي الثانية بالماء والسدر، وفي الثالثة بالماء والكافور.

[وقال هشام: ] ولما فرغوا من غسله وضعوه على سريره، وخرجوا كما أمرهم، فصلى عليه الله تعالى، وملائكته أفواجًا أفواجًا.

ثم دخل المسلمون فصلوا عليه بغير إمام، الرجال أولًا، ثم النساء، ثم الصبيان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015