له: إسماعيل، يسكن الهواء، لم يصعد إلى السماء قط، ولم يهبط إلى الأرض منذ خلق الله المخلوقات، وهو مقدَّم على سبعين ألف صف من الملائكة تحت يد كل ملك سبعون ألفًا من الملائكة، ثم هبط ملك الموت فقال: هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على أحد من قبلك، ولا يستأذن على أحد من بعدك، فقال: "إئذن له" فدخل فوقف بين يديه وسلم عليه وقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما أمرتني به، إن أمرتني قبضت وإن أمرتني تركت، فالتفت إلى جبريل كالمستشير له، فقال: يا أحمد إن الله قد اشتاق إليك، فقال: "امض يا ملك الموت لما أمرت به" فقال جبريل - عليه السلام -: هذا آخر هبوطي الأرض، إنما كنتَ حاجتي من الدنيا (?). وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وارتفع جبريل وهو يقول: واصفيَّاه.
وقد أخرج جدي في "الصفوة" بمعناه فقال: ] وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريلُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي قُبض فيه، فقال: إنَّ الله تعالى يُقرئك السَّلام، وكيف تَجدُك؟ قال: "أَجِدُني وَجِعًا يا أَمينَ اللهِ" ثم جاءَه من الغدِ، ومن بعدِ الغدِ، وهو يقول كذلك، وجاءَ معه في اليوم الثالث ملك الموت، وقال جبريل: هذا آخر عهدي بالدنيا بعدك، ولن آسى على هالك من بني آدم بعدك (?).
[وفي رواية ابن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا جبريل، ادن مني" قالها ثلاثًا] (?).
وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن أبي بردة قال: أخرجت إلينا عائشة كساء ملبدًا وإزارًا غليظًا، وقالت: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذين. متفق عليه (?).
وقال الواقدي: بدئ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرض يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، وتوفي يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول.
[قال: وهو الثبت عندنا، وكذا قال ابن عباس وأبو هريرة وأنس وغيرهم، أنه أقام مريضًا ثلاثة عشر يومًا، وقيل: اثني عشر يومًا.