حتى أتى باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغرزه عنده، فلما ولي أبو بكر رضوان الله عليه أمَرَ بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، وأن لا يحله أبدًا حتى يغزوهم أسامة، قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقودًا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال معقودًا في بيته حتى توفي أسامة. هذا قول الواقدي (?).

وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: خرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أصبح بارئًا بحمد الله، فأخذ العباس بيد علي، وقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يموت في مرضه هذا، وإني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب، فاذهب بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسأله فيمن يكون هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا، وإن كان في غيرنا أوصى بنا من بعده، فقال له علي: والله لئن سألناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعنا إياها لا يعطينا الناس إياها أبدًا، والله لا أسألها أبدًا (?).

حديث الكتاب:

[قال أحمد بإسناده] عن ابن عباس قال: لما حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوفاة قال: "هلُمَّ أكتُب لكُم كتابًا لن تَضِلُّوا بعدَه" وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله أو القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت، واختصموا، منهم من يقول: يكتب لكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما كثر اللغط والاختلاف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا عني" فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب [من اختلافهم ولَغَطهم (?). وهذا حديث مختصر].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015