اقض دينَ أبي من مال الطَّاغية؟ قال: نعم، وقال له قارب بن الأسود: يا رسول الله، وعن الأسود فاقضه، فإن عروة والأسود كانا أَخَوَيْنِ لأبٍ وأمٍّ، فقال رسول الله: فإن الأسود مات وهو مشرك، فقال قارب: يا رسول الله إنما الدَّيْنُ علي وأنا الَّذي أُطالَبُ به، فإذا فَعَلْتَ وَصَلْتَ مُسْلِمًا.

وكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي سفيان أنِ اقض دَيْنَ عروة والأسود من مال الطاغية، ففعل (?).

وكانت سَدَنَةُ الطاغية من ثقيف بنو العجلَان.

قال هشام: كان سبب إسلام ثقيف أن مالكَ بن عوف النَّصْريَّ لما قدِمَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجِعِرّانةِ وردَّ عليه ماله وأهلَه أسلم وحَسُنَ إسلامُه، واستعمله على القبائل، فقال له: يا رسول الله، أنا أكفيك ثقيفًا، فأزعجهم بالغارات والنَّهْبِ، فلما رأت ذلك ثقيفٌ مشوا إلى عبدِ ياليل وسألوه أن يقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم هو وابناه في سبعين رجلًا وهم رؤساؤهم.

* * *

وفيها: في رمضان قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتاب ملوك حمير وهَمْدان باليمن بإسلامهما، وبعث إليه زرعة بن ذي يزن (?) مالك بن مرة الرهاوي، فَسُرَّ بهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكتب إليهم بعد البسملة: "من محمدٍ رسولِ الله إلى ملوكِ هَمدانَ والمعافِر وحمير - وسماهم - أما بعد: فإني أَحْمَدُ إليكُم الله الَّذي لا إلَه إلا هو، والحمدُ للهِ الَّذي هَداكُم للإسلام، وإنا لَقينا رسُولكم ونحن قافلون من أرض الروم فبلَّغَنا رسالتكم، فأقيمُوا الصلاة وآتوا الزكاة وأدوا خُمْسَ أموالكم إلى الله ورسوله، وما يجب عليكم من الصدقات، وعليكم عُشْرُ ما سقت العيون والسماء ... وذكر أسنان الإبل والبقر والغنم وما يجب فيها". وفيه: "وعلى كل حالم وحالمة من اليهود والنَّصارى دينار أو قيمتُه من المعافِر".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015