من الصلاة وأن يكسروا أوثانَهم بأَيْديْهم: فقال: "أما الصلاةُ، فلا خَيرَ في دينٍ لا صلاةَ فيه" وأعفاهُم أن يكسر غيرُهم أوثانهم وأمّر عليهم عثمانَ بنَ أبي العاص الثقفي وكان من أحدثهم سِنًّا، وإنما كان حريصًا على الفقه وتعلُّمِ القرآن.

قال عثمان بن أبي العاص: آخرُ كلامٍ كلَّمني به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذِ استعملني على الطائف فقال: "خفِّفِ الصلاةَ على الناس" حتَّى وقِّتَ لي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} وأشباهَها من القرآن (?).

وفي "المسند": "جوَّز في صلاتِكَ واقْدُرِ الناسَ بأَضْعفِهم، فإنَّ فيهمُ الصّغيرَ والكبيرَ وذا الحاجةِ" (?). وفي "المسند": "واتَّخِذْ مؤذَّنًا، فلا يَأخُذ على أذانه أجرًا" (?).

وكان قدومهم في رمضان، فلما أسلموا صاموا، وكان بلال - رضي الله عنه - يأتيهم بفطرهم فيقولون: يا بلال، ما نرى الشمس توارت بَعْدُ، لما يرون من السَّدَفِ، فيضعُ بلالٌ يدهُ فيه ويأكل منه، ويقول: ما جئتكم حتَّى أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويأتيهم بسحورهم وقد تخوَّفوا الفجرَ وأمسكوا ويقولون: يا بلالُ، قد أصبحتَ، فيقول: نزلتُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتسحَّرُ. ولما توجّهوا إلى الطائف بعث معهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب والمُغيْرة بن شُعبة لهدم اللَّاتِ، فلما قدما الطائف قال المغيرة لأبي سفيان: تقدَّمْ، فقال: أنت أولى بالدخول على قومك، وأقام أبو سفيان في ماله بذي الهَدْمِ، فلما دخلَ المغيرةُ على اللَّاتِ علاها بمِعْوَلٍ يضربُها، وقامَ دونه بنو معتَّب بالسلاح خشيةَ أن يُصابَ كما أُصيب عروةُ بن مسعود، وخرج نساءُ ثقيف حُسَّرًا يبكين عليها، ويقول أبو سفيان والمغيرة يضربها بالفأس: واهًا لكِ، آهًا لكِ، ثم بعث إلى أبي سفيان بمالها وحُلِيِّها (?).

وكان أبو مُلَيْحٍ بن عُرْوَةَ وقاربُ بنُ الأسود لما قُتِلَ عروةُ قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلما، وقال لهما: "توَلَّيا خالكما أبا سفيان بن حرب" فقال أبو مليح: يا رسول الله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015