ولما قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كتاب المقوقس قال: "ضَنَّ بمُلكِهِ".
وفيها: قدم أبو موسى الأشعري (?) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ في خمسين رجلًا ومعه إِخْوتُه وكانوا قد ركبوا من اليمن في سفينة وأرسوا بجُدَّة، فلقوه وقد قَفَل من خيبر.
قال أنس: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقدُمُ عليكم غَدًا قَومٌ هم أَرَقُّ قُلوبًا للإسلامِ منكُم". قدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلمّا دَنَوْا من المدينة جعلوا يرتجزون؛ يقولون:
غَدًا نَلقَى الأَحبَّه
محمدًا وحِزبَه
فلما قدموا تصافَحوا، فكانوا أوَّلَ من أحدث المصافحة. أخرجه الإمام أحمد (?) رحمة الله عليه.
وفيها: كانت سرية عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى هَوازن (?) في شعبان إلى مكان يقال له: تُرَبَةُ، على أربعِ ليالٍ من مكة، وقيل: على أربعة أميال، في ثلاثين راكبًا فانهزموا وعاد إلى المدينة.
وفيها: كانت سرية أبي بكر رضوان الله عليه إلى نجد (?)، قال سلمة بن الأكوع: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر إلى فَزارة وكنت معه، فلما دَنَوْنا من الماءِ عرَّسَ وشنَّ الغارةَ وقت الصبح، فقتلتُ سبعةً من الكفار، ورأيت عُنُقًا من الناس فيهم الذراري فخشيتُ أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم ورميت بِسَهْمٍ بينهم وبين الجبل، فلما رأَوْه قاموا -