افتتحها، فقلت: يا رسول الله أَسْهِم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاص: لا تُسْهِمْ له، قال أبو هريرة: فقلت: يا رسول الله هذا قاتِلُ ابنِ قَوْقَل، فقال ابن سعيد بن العاص: واعجبًا لِوَبْرٍ تدلَّى علينا من قُدوم ضَأنٍ، ينعى عَليَّ قَتْلَ رجلٍ مسلم أكرمه الله بيَدَيَّ ولم يُهنّي بيده، أو على يده. قال عنبسةُ بن سعيدٍ راوي الحديث: فلا أدري أسهم له أم لا (?)؟
وأخرج البخاري بمعناه فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أَبان بن سعيد بن العاص على سَرِيَّةٍ من المدينةِ قِبَلَ نجدٍ، فَقدِم أبان وأَصحابه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر بعدما افتتحها. قال أبو هريرة: فقلتُ: يا رسولَ الله، لا تَقْسِمْ لهم. فقال أبان: وأنت بهذا يا وَبْرُ انْحَدَر من رأس ضال. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أَبانُ، اجْلِسْ". فلم يقسِم لهم (?).
الوبْر بإسكان الباء: دويبة تشبه السِّنَّوْر (?). والقَدوم: بالتخفيف ما تقدَّم من الشاة. ورواه البخاري: ضال، وهو جبل. وغيره يقول: ضأن. والتدلّي: النزول. وابن قَوْقل: رجلٌ من الأنصارِ. وابنُ سعيد هو أَبان. وإنما قال ذلك احتقارًا لأَبي هريرة.
وقيل: إنه لم يُسْهم له. وسنذكرُ أَخبار أَبي هريرة إن شاء الله تعالى في سنة ثمانٍ وخمسين.
وفيها: كانت غزاةُ وادي القُرى (?).
قال أبو هريرة: خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فلم يغنم ذهبًا ولا فِضَّةً، وغَنِمنا المتاعَ والطعام والثيابَ، ثم انطلقنا إلى وادي القُرى مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. ومع رسولِ الله عبدٌ - أهداه له رجل جاءه من جُذام يُدعى رفاعة بن زيد من بني ضُبَيب - يُقال له: مِدعَم. فلما نزلنا الوادي قام العبد يحلُّ رحله، فجاءه سهم عائر فقتله، فقلت: هنيئًا له الجنة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلَّا والذي نَفسُ محمدٍ بيده، إن شَمْلَتَهُ الآن لتَحتَرقُ عليه