ولمسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: استأذنت ربي في زِيارَةِ قَبرِ أُمِّي، فأَذِنَ لي، واسْتَأْذَنتُه في الاستِغْفارِ لها فزُجِرْتُ، أو لم يُؤذَن لي" (?).
وقال كعب بن عُجْرة: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية ونحن محرمون وقد حصره المشركون، وكانت لي وَفْرَةٌ فجعَلَتِ الهوامُّ تسَّاقَطُ على وجهي، فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَيُؤذيكَ هَوامُّ رَأسِكَ"؟ قلت: نعم، فأمره أن يحلق، ونزل قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ} (?) [البقرة: 196] الآية.
وفي هذه الغزاة صاد أبو قتادة حمار وحش، قال: خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية فأحرم أصحابي ولم أحرم، فرأيت حمار وحش فحملت عليه فصدته وأتيت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرت له أني لم أكن محرمًا وإنما صِدْتُه لكَ، فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل حين أخبرته أنه صيد له (?).
وعن نافع مولى أبي قتادة: أن أصحابه أحرموا عام الحديبية ولم يحرم، ورأى حمار وحش وشدّ عليه فعقره، ثم جاء به فأكلوا منه، قال: وخبأت عضده معي فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذلك فقال: "إنَّما هوَ طُعمَةٌ أَطعَمَكُم اللهُ، فَكُلوا فهو حَلالٌ" (?).
وأخرجه الحميدي وفيه: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَل مَعَكم منه شيءٌ"؟ قلت: نعم، فناولته العضد فأكلها وهو محرم (?).
وفي هذه الغزاة نزل قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} [الواقعة: 75] قال زيد بن خالد الجهني: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: "هَل تَدرُونَ مَاذا قَال