وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للغلامين -وهما أسلم وعريض-: أخبراني أين قريش؟ قالا: وراء هذا العَقَنْقَلِ الذي ترى بالعُدْوَةِ القصوى. فقال لهما: فكم الجمع؟ قالا: كثير. قال: فكم عدتهم؟ قالا: لا ندري. قال: فكم ينحرون كل يوم؟ قالا: تسع جزائر ويومًا عشرًا. فقال: القوم ما بين التسع مئة إلى الألف، وكانوا كذلك. قال: ومن فيهم من الأشراف؟ قالا: عتبة وشيبة وأبو البَختري، وحكيم بن حِزام، وطُعيمة بن عدي، والنضر بن الحارث، وزَمْعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، ونُبَيْه ومُنَبِّه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبد وُدّ في آخرين، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس وقال: هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها (?).
وكان المطعمون في غزاة بدر: عتبة، وشيبةَ، والعباسَ بنَ عبد المطلب، وحكيمَ بن حِزام، وزمعةَ بن الأسود، والمطلبَ بن أسد، وأبا البَخْتري، والعاص بن هشام، ونوفل بن خويلد بن أسد بن العدوية (?).
وقيل: كانوا عشرة.
وبَعثَ القوم عُميرَ بن وهب الجُمَحي ليحزر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء فجال بفرسه في العسكر، ثم رجع إليهم وقال: هم ثلاث مئة رجل يزيدون أو ينقصون شيئًا، ومعهم سبعون بعيرًا وفرسان، ثم قال: أمهلوني حتى أنظر هل لهم كمين؟ فجال بفرسه في الوادي، ثم عاد وقال: لم أر شيئًا ولكن رأيت الولايا (?) تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، ليس لهم معاقل ولا منعة إلا سيوفهم، أما ترونهم خُرسًا لا يتكلمون يتلمّظون تَلمُّظَ الأفاعي، فوالله لا يقتل منهم رجل حتى يَقْتُلَ منكم رجلًا أو رجالًا، فإذا قتلوا منا مثل عددهم فما خير في العيش بعد ذلك، فَرُوا رأيكم.
فمشى حَكيم بن حِزام في الناس، فقال لعتبة بن ربيعة: يا أبا الوليد، أنت كبير