فلما أصبحوا، قالوا: من السَّعدان؟ فقال أبو سفيان: سعد بن بكر، وسعد بن تميم، فلما كانت الليلةُ القابلة، سمعوه يقول: [من الطويل]:
فيا سَعْدُ سَعْدَ الأَوْسِ كن أنت ناصرًا ... ويا سَعْدُ سَعْدَ الخزرجين الغطارفِ
أجيبا إلى داعي الهُدى وتمنَّيا ... على اللهِ في الفِردَوسِ مُنْيَةَ عارِفِ
فإنَّ ثوابَ اللهِ للطالبِ الهدى ... جِنانٌ من الفردَوسِ ذاتُ رَفارفِ
فقال أبو سفيان: هذان والله سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ (?).
قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وولد يوم الاثنين، ووضع (?) الحجر في الكعبة يوم الاثنين، ونُبِّئَ يوم الاثنين، وخرج مهاجرًا من مكة يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين.
ولما وصل إلى المدينة عدل ذات اليمين، فنزل في بني عمرو بن عوف بقُباء.
قال الواقدي: نزل على كلثوم بن الهِدْمِ أخي بني عمرو بن عوف (?).
وقال الهيثم: نزل على سعد بن خيثمة بن الحارث بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس، لأنه كان عَزَبًا ومنزله يسمى منزل العُزاب.
ورُويَ: أنه إنما نزل على كلثوم، وكان يتحدث مع أصحابه في منزل سعد (?).
وروي أنه نزل على أخوال عبد المطلب ليكرمهم بذلك (?).
فيحتمل أنه نزل عليهم ليلة، ثم ارتحل إلى بني عمرو بن عوف.
ونزل أبو بكر - رضي الله عنه - على حُبَيب بن إساف، ولما انتقل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من قُباء، نزل