ذكر إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:

عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْلهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحَبِّ الرَّجلَينِ إليكَ: بعُمَرَ بن الخطَّابِ، أو بأبي جَهْلِ بنِ هِشامٍ". فكان أحبهما إليه: عمر (?).

وقال عمر - رضي الله عنه -: خرجت أتعرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فافتتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قلت: والله هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالمِينَ (43)} [الحاقة: 40 - 43] فوقر الإسلام في قلبي وأسلمت (?).

وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: قلت لعمرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه -: لم سُميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزةُ قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نَسَمةٌ أحبُّ إلي من نَسَمةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألت عنه؟ فقالوا: هو في دار ابن الأرقم. فأتيت الدارَ، وحمزةُ في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البيت، فضربت الباب، فاجتمع القوم، فقال لهم حمزة: ما بالكم؟ فقالوا: عمر بن الخطاب. فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة لم أتمالك أن وقعت على ركبتي، فقال: "مَا أنتَ بمُنْتَهٍ يا عُمَرُ"؟ فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنَّك رسول الله، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، فقلت: يا رسول الله، أَلَسْنَا على الحقِّ إن مِتنا، كان حيينا؛ قال: "بَلَى". قلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين، حمزة في صف، وأنا في صف له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، فلما نظرت إلينا قريش، أصابتهم كآبة لم تصبهم مثلها قط، فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الفاروق (?).

وقال الزهريّ: لما أسلم عمر، نزل جبريل فقال: يا محمد، استبشر أهل السماء بإسلام عمر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015