عفان - رضي الله عنه -: يا رسول الله، فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى الحبشة ولست معنا -يعني ما حكمها-؟ فقال: أنتم مهاجرون إلى الله وإليَّ (?). فخرج منهم خلق كثير واختلفوا فيهم، فقال ابن سعد: كانوا ثلاثةً وثمانين رجلًا وثمانيَ نسوة (?). وقيل: وإحدي عشرة امرأة. وقال الهيثم: كانوا مئة وثمانية، وقيل: وعشرة منهم عشر نسوة.
قال علماء السير: ولد بها: عبد الله، وعون، ومحمد -وفي رواية: ومعين-، أولاد جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - من أسماءَ بنت عُمَيس (?).
وسعيد، وآمنة ابنا خالد بن سعيد بن العاص. وعبد الله بن المطلب (?). ومحمد بن حاطب. ومحمد بن أبي حذيفة. وزينب بنت أبي سلمة (?). وموسى، وعائشة، وزينب أولاد الحارث بن خالد التيمي.
هؤلاء سوى من خرج بهم أهلوهم من مكة صغارًا، أقاموا بالحبشة من سنة خمس من النبوة إلى سنة سبع من الهجرة، فلما بلغهم مهاجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلًا وثماني نسوة يريدون مكة، فمات منهم رجلان بمكة، وحبس منهم سبعة، وشهد منهم بدرًا أربعة وعشرون.
فلما كان في سنة سبع من الهجرة كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام، وأن يبعث إليه بجعفر ومن معه -أو عنده- من المسلمين إلى المدينة، وأن يزوجه أم حبيبة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - محاصر خيبر، فأسلم النجاشي، وزَوَّجه أم حبيبة، وجهز إليه جعفرًا وأصحابه - رضي الله عنهم - (?).