فيها أَمَر النبي - صلى الله عليه وسلم - أَصْحابَه بالهجرة إلى الحبشة لمَّا اشتد بهم أذى الكفار.
قال الزهري: لما ظهر الإسلام وكثر المسلمون، ثار جماعة من الكفار إلى من آمن من قبائلهم وعشائرهم، فعذبوهم وسجنوهم، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تفرقوا في الأرض. فقالوا: إلى أين؟ فأشار إلى الحبشة بيده، وقال: إن بها رَجُلًا لا تُظْلَمُ الناس عنده، فتَحرَّزُوا عنده حتَّى يأتي الله بالفرج. فخرجوا متفرقين، وستر قومٌ إسلامَهم، وكانت الحبشة متجَرَ قريش، فخرج منهم اثنا عشر رجلًا وأربع نسوة متسللين سرًّا من قريش، وكان مخرجهم في رجب، منهم الماشي والراكب، فوافقوا سفينتين للتجارة في الشُّعَيبة (?)، فركبوا فيها، وخرجت قريش في آثارهم ففاتوهم.
حاطب بن عمرو بن عبد شمس، الزبير بن العوام - رضي الله عنه -، سهيل بن بيضاء، عامر بن ربيعة ومعه امرأته بنت أبي حَثْمَة، عبد الله بن مسعود، أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، ومعه امرأته أم سلمة -رضي الله عنها-، عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، وقيل: إنه لم يهاجر الأولى، وعثمان - رضي الله عنه -، ومعه زوجته رقيَّة - رضي الله عنها - بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عثمان بن