الشاعر (?): [الطويل]

على حالةٍ لو أن في القوم حاتمًا ... على جُوده ما جاد بالماءِ حاتمُ

وكنيته: أبو عدي (?). وأم حاتم: عِنَبةُ بنت عفيف بن لحي، وابنه عدي من الصحابة.

قال الواقدي: كان حاتم سيد الأجواد، فاضلًا، عاقلًا، فصيحًا، شاعرًا، يقري الأضياف ويبالغ في إكرامهم، وأخباره مشهورة.

قال عدي بن حاتم: قلت: يا رسول الله، إن أبي كان يصل الرحم، ويُطْعمُ الطعام، ويعتق الرقاب، فهل له في ذلك من أجر؟ فقال: "إن أباك التمس أمرًا فأدركه" (?).

قال سماك بن حرب: هو حُسْنُ الذكر (?).

وقال الشعبي: خلَّف حاتمًا أبوه في إبله، وهو في إبله، فمر به جماعة من الشعراء فيهم: عَبيد بن الأبرص، وبشر بن أبي خازم، والنابغة الذُّبياني، يريدون النعمان بنَ المنذر، فقالوا لحاتم: هل من قِرىً ولم يعرفهم؟ فقال: تسألوني عن قرىً وأنتم تَرَوْنَ الإبل والغنم، انزلوا فنزلوا. فنحر لكل واحد منهم جزورًا، وسألهم عن أسمائهم؟ فأخبروه، ففرق فيهم الإبل والغنم، وجاء أبوه فقال: ما فعلت؟ فقال: طوقتك مسجد الدهر وحسن الذكر تطويق الحمامة، فقال أبوه: فإذًا لا أُساكنك. فقال حاتم: فإذًا لا أبالي. ورحل عنه، فقال حاتم: [من الطويل]

وإنِّي لعفُّ الفقر مُشْتَرَكُ الغنى ... تَروكٌ لشَكْلٍ لا يُوافقُه شَكْلِي

ولي نِيَّةٌ في الجود والبذلِ لم يكن ... لِيألفَها فيما مَضَى أحدٌ قَبْلي

وما ضرَّني أَن سار سَعْدٌ (?) بأهله ... وخلَّفَني في الدارِ ليسَ معي أهلي

وما مِن كريمٍ عَاله الدَّهر مرَّةً ... فيَذكُرها إلَّا تزيَّد في البَذْلِ

وما مِن بخيلٍ عَاله الدَّهر مرَّةً ... فيَذكُرها إلَّا تزيَّد في البُخْلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015