وأمَّا المُطلب بن عبد مناف، فكان له من الولد: الحارثُ، وعَبادٌ، وهاشمٌ، وعِكْرمةُ، وأَنيسٌ، وأبو عمرو، وأَبو رُهْم (?) الأكبر، وأبو عِمران، ومِحْصَن، وعلقمة، وبنات.
وكان الحارث أكبرَ ولده، ووَلَد عَبيدةَ بن الحارث، وهو الذي قتل يوم بدر شهيدًا - رضي الله عنه -.
وأول من مات من ولد عبد مناف هاشمٌ بغزة، وعبدُ شمس بمكة وقبره بأَجْياد، ونَوْفلُ بالسَّلْمان، منزلٌ على طريق العراق من منازل الحُجاج، والمطلبُ برَدْمان من أرض اليمن، ونَوْفَل آخرهم موتًا، وفيهم يقول مطرود بنُ كعب الخُزَاعي: [من السريع]
قبرٌ برَدْمانَ وقبرٌ بِسَلْـ ... ـمان وقبرٌ عند غَزَّاتِ
كان له أربعة أسامي: قُصَيٌّ، وزيدٌ، ومُجَمِّع، والنَّدى، والمشهور زيدٌ، وغيره ألقاب، وفيه يقول القائل: [من الطويل]
هُمامٌ له أسماءُ صدْقٍ وسؤدُدٍ ... قُصَيٌّ وزيدٌ والنَّدى ومُجَمّعُ
وفيه يقول حُذافَة بن غانم العَدَوي يخاطب أبا لَهَب (?): [من الطويل]
أبوكم قُصيًّا كان يُدعى مُجَمِّعًا ... به جَمَّعَ الله القبائلَ من فِهرِ
وإنما سمي قُصيًّا لتَقَصِّي أمه به، وذاك لأن أباه كِلابَ بن مرة كان قد تزوج فاطمةَ بنت سعد بن سَيَل من بني عذرة من أزد السَّراة، فوَلَدت له زيدًا وزُهْرة، ثم مات كِلابٌ وزيدٌ صغير، فتزوجَ أمه ربيعة بن حَرَام بن ضِنَّة، وقصي فطيمٌ، وزُهرةُ رجل قد بَلَغ، فاحتملها ربيعةُ إلى بلاده من أرض بني عُذرةَ من مشارف الشام، فاحتملت قُصيًّا معها، [فسمي قصيًّا] لتقصي أمّه به، وبُعْدِه عن ديار قومه. ونشأ بأرض قُضاعةَ لا يَعرِفُ له أبًا