أَنْعَمُ من حَيَّان أخي جابر، كان مُتَنَعِّماً، وفيه يقول الأعشى: [من السريع]
شَتَّان لما يَومي على كُورِها ... ويومُ حَيَّانَ أخي جابرِ
يقول: أنا في المسير والشَّقاء، وأخو جابر في الرّاحة والغناء (?).
أَنعَمُ من خُرَيْم، هو أبن خَليفة المُري، ويُلقَّب بالنَّاعم، لأنه كان يَلبس الخَلَق من الثيَّاب في الصّيف، والجديدَ في الشتاء (?)، ودخل على الحجَّاج فقال له: ما النِّعْمةُ؟ قال: الأَمْن، لأن الخائف لا يَنتفعُ بالعَيش.
أَنَتُّم من صُبْح، لأنه يَهتك الأستار (?).
أَوْفى من السَّمَوْءَل، هو ابن عادِياء اليهوديّ، بلغ من وفائه أن امرأَ القيس بن حُجْر الكِندي أَودَعَ عنده دروعاً لمّا ذهب إلى قيصر، وأوصاه إذا مات أن يدفعها إلى وَرَثته، فغزاه بعضُ ملوك الشام، فسبى ولَدَه وقال: إن لم تدفع إليَّ الدُّروع وإلا ذَبَحتُ وَلَدَك، وكان قد أَحْصَره في حِصنِه بتيماء وهو الأَبْلَقُ الفَرْد، فقال: والله لا أُعطيك إياها أبداً، ولا أُفَرط في أمانتي، فذبح ولدَه وهو ينظر إليه، ثم رحل عنه، فلما كان في الموسم وافى بالدّروع، فدفعها إلى وَرَثته وقال: [من الوافر]
وَفيتُ بأَذرُعِ الكِنديِّ إني ... إذا ما خان أقوامٌ وَفَيتُ
وقالوا إنه كَنْزٌ رَغيبٌ ... ولا واللهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ
بَنى لي عادِيا حِصناً حَصينا ... وبِئراً كلَّما شِئْتُ استَقيتُ (?)
أَهْوَنُ من تَبالَةَ على الحَجّاج، وهي بلدة باليمن خِصبَة، كان عبد الملك ولّاه إياهاً، فلما أتاها استحقرها، فلم يدخل إليها، ولما سار إليها قال للدليل: أين هي؟ قال: سَتَرَتْها عنك هذه الأَكَمة، فقال: أَهْوِن بعَمل تَستُره أَكَمة، ثم رجع.