أعزُّ من أُمِّ قِرْفَة، هي امرأةٌ من فَزارة، كانت تحت مالك بن حُذَيفة، وكان يُعلَّقُ في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجلًا، كلّهم لها مَحْرَم (?).
أَعْطَشُ من ثُعالة، وهو اسم للذّئب، وقيل: هو رجل من بني مُجَاشع، خرج هو ونَجيح بن عبد الله بن مُجاشع في غزاة فعطشا، فشرب كلّ واحد منهما بَولَ الآخر، فماتا عطشاً (?).
أَغدَرُ من قيس بن عاصم، لم يكن في العرب أَغْدرُ منه ولا أكذب، أما غَدراتُه فكثيرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بعثه على صدقات بني مِنْقَر قومِه، فجباها ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلغه، فقسمها في قومه، ولم يحملها إلى المدينة، وقال: [من الطَّويل]
ألا أَبلِغا عنّي قريشاً رسالةً ... إذا ما أتَتْهم مهدياتُ الودائع
حَبَوْتُ بما جَمَّعتُ من آل مِنْقَر ... وآيَسْتُ منها كلَّ أطلسَ جائعِ (?)
وأمَّا كذبه فيه يُضرب المثل، قال زيد الخيل: [من الطَّويل]
فلستُ بفَرّارٍ إذا الخيلُ أحجَمت ... ولست بكذَّاب كقيس بن عاصمِ (?)
أَفْرَغُ من حَجّام ساباط، كان يَحجُم الجُنْدَ بالدّانِق والدَّانِقَيْن، نسيئة إلى حين رُجوعهم من الغَزو، يمضي عليه الأسبوع وما يَقربُه أحد، فيُخرِجُ أمَّه فيحجمها، ليُري النَّاس أنَّه غيرُ فارغ، فما زال يَحجُم أمَّه حتى نَزَفَ دَمُها فماتت، فضُرب به المثل، قال الشاعر: [من السريع]
مَطْبَخُهُ قَفْرٌ وطَبَّاخُهُ ... أَفْرغُ من حَجَّامِ ساباطِ
وبلغ كسرى حديثَه فاستدعاه، فحجمه، فأعطاه مالًا كثيرًا، فأغناه عن الحِجامة، وساباط مَوضعٌ بالمدائن (?).