أَنَّه حضر مجلسك بعضُ الأولياء، فسألني فيك فشفَّعته لعذَّبتك. قال: فعاش أيامًا، ومات.
وكانت وفاة بهاء الذين ليلة الخميس رابع وعشرين ذي الحجة، ودُفِنَ يوم الخميس بالقرافة، [وحملت جنازته على الأصابع، ودفن] (?) قريبًا من روزبهان.
فيها وصل التَّتر إلى الجزيرة، ونهبوا ديار بكر ومَيَّافارِقِين، وجاؤوا إلى رأس عين وسَرُوج وغيرها، وقتلوا زيادةً على عشرة آلاف، وصادفوا قافلةً خرجت من حَرَّان تقصد بغداد بين رأس عين وحَرَّان، فأخذوا منها أموالًا عظيمة، منها ستّ مئة حِمْل سُكَّر ومعمول مصر، وست مئة ألف دينار، وقتلوا الشّيوخ والعجائز، وساقوا من النساء والصبيان ما أرادوا، ورجعوا إلى خِلاط، وقَطَعَ أهلُ الشرق الفرات، وخاض الناس في القتلى من دُنَيْسر إلى الفرات، [وحكى لي] (1) بعضُ التجار [قال] (1): عددت على جسرٍ بين حَرَّان ورأس عين في مكانٍ واحد ثلاث مئة وثمانين قتيلا.
وحجَّ النَّاس من بغداد بعد عشر سنين بَطَلَ الحج فيها؛ منذ مات المستنصر وإلى هذه السنة.
وفيها توفي
نشأ بقاسيون على الخير والصلاح، وقرأ القرآن والنحو والعربية، وسمع الحديث الكثير، وكان مكينًا دَيِّنًا، وبَرَعَ في علم الأدب، وحُسْن الخَطِّ، وكتب للصَّالح إسماعيل والنَّاصر داود، وكان دَيِّنًا، فاضلًا شاعرًا، [(?) وأنشدني قصيدة، وكتبها لي بخطه لما تفاقم ظلم السامري ونوابه، وكتب بها إلى الصالح إسماعيل، ولو كتبت بماء الذهب على الأحداق لكان ذلك أقل من القليل، وهي هذه الأبيات]: [من البسيط]