وفيها أخذ ابنُ العادل الكرك والشَّوبك، أعطاه إياها الخادم، وخرج أقطايا من القاهرة في ألف فارس، فنزل غَزَّة.
وفيها نقلوا تابوت الصَّالح إلى تُرْبته بالقاهرة، ولبس الأمراء ثياب العزاء، وناحوا عليه بين القَصْرين، وحزنوا وبكوا، وتصدَّقت أُمُّ خليل بمالٍ عظيم.
وفيها أخرجه التُّرْك دِمياط، وحملوا آلاتها إلى مِصْر، وأخربوا الجزيرة، وقيل: أخلوها، وعَزَلوا العماد بن القُطب الحموي عن قضاء مصر، وأضافوها إلى القاضي بدر الدِّين.
[وفيها تزوج الملك المعز أيبك التركماني الصالحين بأم خليل، وتسمى شجرة الدر بحضور القاضي بدر الدين والعدول.
وفيها توفي شهاب الدين بن فرج بدمشق، وخلف مالًا عظيمًا، وأمر منه بصدقة، واسمه سليمان.] (?)
وفيها توفي
وكان إمامًا، فاضلًا، عارفًا بمذهب الشافعي، دَيِّنًا، وكان يخالط الملوك، فاتفق أَنَّه حَجَّ في آخر عمره، فاهدى له صاحب اليمن بمكة هدية، فقَبِلَها، فأعرض عنه الصَّالح أيوب، ولم يرض عنه، وكان قد [(?) أخذ الفقه عن محمَّد الطوسي وعن محمَّد بن يحيى] , وسمع الحديث الكثير، ورواه، وترسَّل من الكامل إلى الأشرف وبغداد، وكان قد سافر في عنفوان شبابه إلى العراق، وسمع شُهْدة وأقرانها، والحافظ السِّلَفي بمِصْر، وكان خطيب القاهرة، وكان دَمِثَ الأخلاق، كريم النَّفس، قلَّ أن يدخل عليه أحد إلا ويطعمه، [وكنت اجتمع به بين القاهرة ومصر، ويقف معي، ويباسطني، ويدعو لي ويشكرني، وعمر لأنَّ] (1) مولده سنة تسعٍ وخمسين [وخمس مئة] (1)، وهو سِبْط ابن الجُمَّيزي.
وحكى [لي] (1) عن محمَّد بن السَّمَّاك الواعظ، قال: رأى الحق سبحانه في منامه، فقال له: يا مشعث، إلى متى تدعو النَّاس إلى بابي ولا تحضر بنفسك؟ وعِزَّتي، لولا