وفيها توفي
الملك المنصور، صاحب حمص.
كان شجاعًا، مِقْدامًا، موافقًا للصَّالح إسماعيل، ومصاهرًا له، ثم أَلْفَتَهُ عنه الصَّالحُ أيوب، وقدم دمشق، فنزل ببستان سامة، وأحدثني جماعة من الدماشقة أنه] (?) عامل على دمشق، ولو عاش أيامًا لأخذها، فمرض، وحُمِلَ إلى النَّيرب، فنزل ببستان الأشرف، فتوفي به يوم الأربعاء حادي عشر صفر، وحمل في تابوت إلى حِمْص، فكانت ولايتُه بعد وفاة [أبيه] (2) عشر سنين، وقام بعده ولده الأشرف موسى، وأقام بها سنتين وشهورًا، وأُخذت منه.
أحد الخانات الأربعة، كان أصلحهم في الميل إلى الخير والرِّفْق بالنَّاس، وكان الصَّالح أيوب قد صاهره، وأحسن إليه، وجرى منه عليه ما جرى، ولما قُتِلَ انحلَّ نظام الخوارزمية، [(?) وأمنت البلاد والعباد.
وحكى لي شمس الدين لؤلؤ لما أخذوا دمشق في سنة ثمان وأربعين وست مئة، وكان يزورني، زارني يومًا، فحكى لي حديث بركة خان، قال: ] لما التقينا على حِمْص رأيتُ الخُوارَزْمية خَلْقًا عظيمًا، وكُنَّا بالنسبة إليهم كالشَّامة السَّوداء في الثور الأبيض، فقال لي غِلْماني: أيُّما أحبُّ إليك: نأخذ بركة خان أسيرًا، أو نحمل رأسه إليك؟ [قال] (2) فقلتُ: رأسه. كأَنَّ الله أنطقني، والتقينا، فلما كان بعد ساعةٍ، وإذا بواحدٍ من