[وبلغني أنه] (?) كان عنده نيف وعشرون جاريةً للفراش، [بحيث] (1) يَبِسَتْ أعضاؤه من الجِماع، ومَرِضَ أمراضًا مختلفة، ودفن بقاسيون، وكان له من الولد قُطْب الدِّين وتاج الدِّين، [وهما فقيهان عالمان فاضلان] (1).
كان كَيِّسًا، أديبًا، لطيفًا، حسنَ اللِّقاء، متعصبًا، ذا مروءة. وخَدَمَ الأشرف والمُعَظَّم والكامل، وحَجَّ بالنَّاس أميرًا من الشَّام، وتوفي بدمشق، ودفن بقاسيون عند مغارة الجوع، رحمه الله.
خَدَمَ مظفَّر الدِّين [بن زين الدين] (1)، ثم انتقل إلى المغيث بن العادل، ثم خَدَمَ الكامل، وتقدَّم في دولته، وصار نديمه، ثم سخط عليه لأنه بعثه رسولًا إلى أخيه المعظم، فَنُقِلَ عنه أن المعظم استماله، فحبسه الكامل في الجُبِّ مدَّة سنين، ثم رضي عنه، وأخرجه، وقيل: سبب رضاه أَنَّ الصَّلاح عمل في وبيت، وغنَّى بهما بين يدي الكامل، وهما:
افعل ما شئت أنت أنت المحبوب ... ما لي ذنب بلى كما قلت ذنوب
هل تسمح بالوصال في ليلتنا ... تجلو صدأ القلب وتعفو وأتوب
وقال:
في يوم فراقنا على التحقيق ... هذي كبدي أحقّ بالتمزيق
لو دام لنا الوصال ألفي سنة ... ما كان يفي بساعة التفريق
وكان فاضلًا، شاعرًا، وتوفي في الرُّها.
وفيها نُقل عز الدين أيدمر المُعَظَّمي من حَرَّان في تابوت إلى الشَّام، ودُفِنَ بجينين بوصيةٍ منه، لأَنَّها كانت مقدمه في الغزوات، وكان شجاعًا، له وقائعُ مشهورة، وهو الذي أخرج دمشق من يد النَّاصر داود.