وكان إذا دخل على المعظم والمجلس غاصّ لا يتحرَّك له، [فكنت أخجل من الآمدي، حتى قلت للمعظم يومًا: عوض ما تقوم لي قُمْ للآمدي، فقال] (?): لا يقبله قلبي.
وأقام مدرسًا بالعزيزية إلى أن توفي المعظم، وملك الأشرف، فأخرجه منها، ونادى في المدارس: مَنْ ذَكَرَ غير التَّفْسير والفِقْه، أو تعرَّض لكلام الفلاسفة نَفَيتُه. وأقام السيف [الآمدي] (2) خاملًا في بيته، [قد طفئ نور سعادته] (?) إلى أن توفي في صفر، ودُفِنَ بقاسيون في تُرْبته.
مملوك فلك الدِّين؛ أخي العادل لأُمه.
كان من كبار الأُمراء، ولاه [العادل] (2) بصرى والشَّام نيابةً عنه، وكان دَيِّنًا، صالحًا، عفيفًا، عادلًا، منصفًا، قليل الكلام، كثير الصدقات [والخيرات] (2)، ملازمًا بجامع دمشق للصَّلوات الخمس، وكان يخرج في وقت السَّحر إلى الجامع وحده، وبيده طوافة، ولا يتبعه من غِلْمانه أحد، وبنى بقاسيون مدرسةً (?) وتربة، وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة، وتوفي بجرود؛ قرية من قرى دمشق، وحُمِلَ إلى قاسيون، فدفن في تربته إلى جانب مدرسته.
وفيها توفي جماعة اشتهروا بألقابهم، منهم
كان فقيهًا، فاضلًا، زاهدًا، محبًّا للصَّالحين، وتَرَسَّل من حلب إلى بغداد والأطراف، وجاء في آخر عمره إلى قاسيون، فانقطع به إلى أن مات.