وكان (?) صالحًا دينًا، نَزِهًا عفيفًا، كيِّسًا لطيفًا، متواضعًا، كثير الحياء، وكان يزور جدي، ويسمع معنا الحديث، وكانت وفاته يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول، وصلي عليه بالنظامية، ودفن بباب حرب، وخَلَّف ولدين: النجيب عبد اللطيف، والعز عبد العزيز، فأما عبد اللطيف فكان يسمع معنا الحديث على جدي بقطُفْتا، وأما العز فكان صغيرًا، ثم تقلبت بهما الأحوال إلى أن صارا تاجرين لديوان الخليفة، وظهر منهما الثِّقة والأمانة، والعِفَّة والدِّيانة، والنَّهْضة والصِّيانة.
أبو نَصْر بن الدَّجاجي، الواعظ الحنبلي.
ولد سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وتوفي في ربيع الأول، ودُفِنَ بباب حَرْب.
قال المصنف رحمه الله: أنشدني في رباط الأخلاطية: [من الرجز]
نَفْسُ الفتى إن أَصْلَحَتْ أحوالها ... كان إلى نَيلِ التُّقى أحوى لها
وإنْ تَرَاها سَدَّدَتْ أقوالها ... كان على حَمْلِ العُلا أقوى لها
فلو تَبَدَّتْ حالُ مَنْ لَهَا لها ... في قَبْرِهِ عند البِلَى لَهَالهَا
صاحب خِلاط، كان شابًّا لم يكن في الدُّنيا أحسنَ منه، ولم يبلغ عشرين سنة، قتله الهزار ديناري، قيل: غَرَّقه في بحر خِلاط، ثم قُتِلَ الهزار ديناري بعده، [وسنذكره في موضعه إنْ شاء الله تعالى] (?).
وفيها استوزر الخليفةُ نصيرَ الدِّين ناصر بن مَهْدي العَلَوي الحسني، وخَلَعَ عليه خِلْعةَ الوزَارة: القميصَ والدَّرَّاعة والعِمامة والسيف، وخرج من باب الحجرة، فَقُدِّمَ له