وفيها توفي
أبو العباس الحَرْبي، ويلقب بالسُّكَّر.
قرأ القرآن بالرِّوايات، وسمع الحديث الكثير، ومولده في سنة أربعين وخمس مئة، وكان صالحًا، زاهدًا، عابدًا، وأقام سنين في الحربية يختم القرآن كل ليلة في صلاة التراويح، وكان جاري، وكنت أصلي خلفه، وكان قنوعًا، صبورًا على الفقر، وكانت وفاته في صفر، ودفن بباب حرب، سمع أبا الوقت، وابن البطي وغيرهما، وسمعنا عليه الحديث، وكان ثقة، صدوقًا] (?).
وفيها توفي
أبو محمد، نجم الدين، الحَرَّاني.
قدم بغداد [(?) أول مرة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة، وتفقه على أبي الفتح بن المني] وسمع [الحديث الكثير من أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات بن زريق، وجدي رحمه الله، وغيرهم، ]، ثم عاد إلى حران، ووعظ بها، وحصل له القبول، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها، ووعظ بها، [وحضرتُ مجالسه بمسجد باب المشرعة] (?)، وسمعته ينشد: [من الطويل]
وأشتاقكُمْ يا أهلَ وُدِّي وبَينَنا ... كما زَعَمَ البَينُ المُشِتُّ فراسخُ
فأما الكَرَى عن ناظري فَمُشَرَّدٌ ... وأما هواكُمْ في فؤادي فراسِخُ